دعا أحد أعضاء ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" التابع لمليشيا الحوثي الإرهابية إلى حوار وطني شامل يشمل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والمملكة العربية السعودية، وذلك بعد أيام من ضربات جوية مركّزة نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل، استهدفت مواقع حيوية في العاصمة صنعاء ومدينتي الحديدة وعمران.

وجاءت الدعوة على لسان سلطان السامعي، عضو مايسمى بـ "المجلس السياسي الأعلى"، في تدوينة له عبر منصة "إكس" مساء الثلاثاء، قال فيها: "لن تتوقف هذه الحرب إلا بالحوار. قلناها ونكررها: الحوار مع إخواننا اليمنيين، والحوار مع الأشقاء في السعودية."

وأكد السامعي في تدوينته على ضرورة تحمّل كافة القوى الوطنية لمسؤولياتها في هذه اللحظة المفصلية، والانخراط في صياغة مشروع جامع يُنهي معاناة اليمنيين، ويؤسس لبناء دولة على أسس الشراكة والعدالة والمواطنة المتساوية.

وتأتي هذه التصريحات في ظل تزايد الضغط العسكري والسياسي على جماعة الحوثي، لا سيما بعد سلسلة من العمليات الجوية التي استهدفت منشآت استراتيجية كانت تساهم في تمويل أنشطتها، إلى جانب إشارات من طهران توحي بتراجع الدعم السياسي في ضوء محادثاتها الجارية مع واشنطن حول البرنامج النووي.

ويرى مراقبون أن تصريحات القيادي في مليشيا الحوثي الإرهابية تعكس تغيرًا ملموسًا في لغة الخطاب، وتعبّر عن إدراك متنامٍ في أوساط القيادة بضرورة البحث عن تسوية سياسية مع الحكومة الشرعية، بعدما تسببت الضربات الأخيرة في إلحاق أضرار فادحة بالبنية التحتية ومصادر التمويل التي ظلت تمثل رافدًا اقتصاديًا حيويًا للجماعة.