حلول الرئاسي لمواجهة الأزمات .. الدفع ببن بريك لتسول الدعم من التحالف والغرب
الثلاثاء 13 مايو 2025 - الساعة 12:16 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي
رغم مرور أسبوع على حسم الصراع بموضوع رئاسة الحكومة، لا تزال الأزمات تعصف بالمناطق المحررة دون أي مؤشرات على وجود حلول او تحرك جاد لدى مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الحكومة الجديد ، لمواجهة ذلك.
ويوم السبت الماضي اصدر رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي قراراً بتعيين وزير المالية سالم بن بريك رئيساً للوزراء خلفاً لأحمد عوض بن مبارك الذي دخل في صراع حاد مع العليمي انتهى لصالح الأخير. صراع هكذا ارد العليمي بهذا الاصرار على التغير وتحميل الفشل على بن مبارك وليس على المجلس الرئاسي ذاته.
هذا الصراع الذي أدى لتعطيل عمل الحكومة منذ نحو 6 أشهر ، ضاعف من حدة الأزمات التي تعصف بالمناطق المحررة وخاصة في ملف العملة والخدمات التي تشهد انهياراً غير مسبوق ، يعكس حجم الأزمة المالية المستفحلة لدى الحكومة الشرعية جراء توقف تصدير النفط منذ أكثر من عامين ونصف.
وهو ما دفع بالتفاؤل لدى الأوساط الشعبية والسياسية في أن يعمل تعيين بن بريك بدلاً من بن مبارك على التخفيف من وطأة الأزمات بالمناطق المحررة ، وان يسارع بن بريك على استعادة نشاط الحكومة في مواجهة هذه الأزمات.
الا أن هذا التفاؤل سرعان ما تلاشى مع مرور أسبوع على إداء الرجل لليمين الدستورية وبقاءه في العاصمة السعودية الرياض بدلاً من العودة الى العاصمة المؤقتة عدن لعقد أول اجتماع للحكومة منذ نوفمبر الماضي.
تلاشي التفاؤل من التغيير الذي طال رأس الحكومة لم يأتي فقط من بقاء بن بريك في الرياض ، بل من خلال مضمون تحركات الرجل خلال الأيام الأخيرة والتي أكدت حجم العجز لدى الشرعية ومجلسها الرئاسي وحكومتها في مواجهة الازمات الاقتصادية ، وأنها باتت فقط تأمل في حصولها على دعم مالي من الأشقاء في التحالف وبخاصة من جانب السعودية بالإضافة الى المجتمع الدولي.
وتجلى ذلك واضحاً من خلال اللقاءات والتصريحات التي ادلى بها بن بريك منذ اداءه اليمين الدستورية ، حيث التقى في اليوم التالي وزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز والذي يتولى عملياً ملف اليمن في النظام السعودي.
وبحسب ما نشرته وكالة "سبأ" الرسمية عن اللقاء ، فقد اطلع بن بريك الأمير "بالأوضاع المحلية، واولويات حكومته خاصة في الجوانب الاقتصادية والخدمية، والدور المعول على الاشقاء في المملكة العربية السعودية لدعم هذه الأولويات".
استجداء حكومة بن بريك ومن خلفها مجلس القيادة الرئاسي للجانب السعودية للحصول على دعم مالي ينقذها من الأزمة التي تعانيها ، تجلى بصورة فجة من خلال الحوار الذي اجراه بن بريك مع صحيفة "عكاظ" السعودية ، اسهب فيها الرجل بمدح "الدعم السعودي" خلال السنوات الماضية.
ولم يقتصر استجداء الدعم المالي من قبل حكومة الرئاسي ورئيسها الجديد بن بريك على الجانب السعودي بل تكرر ذات الأمر في مضامين لقاء الرجل في الرياض مع كل من سفراء أمريكا وبريطانيا وفرنسا ، حيث لم تغب عنها عبارة تأمل "دعم الاشقاء والأصدقاء لأولويات الحكومة".
عبارات وتصريحات تعكس حجم "الإفلاس" السياسي الذي يعاني منه مجلس القيادة الرئاسي والقوى المكونة له ، في الركون الى طلب الدعم المالي من الخارج دون البحث او محاولة خلق حلول ممكنة للتعامل مع الأزمة الاقتصادية بالمناطق المحررة.