صحيفة بريطانية: هجمات الحوثيين تتجدد في البحر الأحمر رغم حملة ترامب العسكرية

الجمعه 11 يوليو 2025 - الساعة 06:20 مساءً
المصدر : الرصيف برس - إندبندنت

 


استأنف المتمردون الحوثيون في اليمن هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، وذلك بعد شهرين فقط من إعلان (دونالد ترامب) النصر في حملة جوية ضد الجماعة المسلحة بهدف وقف اعتداءاتها.

 

فقد استهدفت الجماعة المدعومة من إيران، يوم الثلاثاء، سفينة شحن يونانية تُدعى “ماجيك سيز”، مستخدمةً طائرات مُسيّرة وصواريخ وقذائف صاروخية، ما أدى إلى غرقها وإجبار طاقمها المؤلف من 22 فردًا على مغادرتها.

 

وفي اليوم التالي، أغرق الحوثيون سفينة شحن يونانية أخرى تُدعى “إتيرنيتي سي”، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص وفقدان 15 آخرين.

 

وتأتي هذه الهجمات بعد أشهر من الهدوء النسبي في هذا الممر البحري العالمي بالغ الأهمية، أعقبت حملة قصف عنيفة شنّتها إدارة ترامب ضد الحوثيين.

 

وكان ترامب قد أطلق تلك الحملة الجوية في أبريل/ نيسان، لوقف موجة من الهجمات الحوثية على السفن المارة في البحر الأحمر، والتي جاءت ردًا على الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة.

 

ونفّذت الولايات المتحدة أكثر من 1,100 غارة جوية، وقتلت مئات المقاتلين الحوثيين، وأنفقت ما يزيد عن مليار دولار خلال الحملة التي استمرت 52 يومًا، وفقًا لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين.

 

ورغم ذلك، لم تتمكن القوات الأميركية من تحقيق تفوق جوي على الجماعة المتمردة ذات القدرة العالية على الصمود، إذ استمر الحوثيون في إسقاط الطائرات المُسيّرة الأميركية واستهداف السفن البحرية في البحر الأحمر حتى بعد مرور 30 يومًا من بدء الحرب.

 

وفي السادس من مايو/ أيار، أعلن ترامب وقفًا لإطلاق النار، مدعيًا أن الحوثيين قد “استسلموا”، وأضاف: “الأهم من ذلك، أننا نأخذ كلمتهم حين قالوا إنهم لن يستهدفوا السفن بعد الآن. وهذا هو جوهر ما كنا نقوم به.” 

 

وقال: “لقد ضربناهم بقوة، وكان لديهم قدرة كبيرة على تحمّل الضربات.” وأضاف: “لقد أعطونا كلمتهم بأنهم لن يطلقوا النار على السفن مرة أخرى، ونحن نحترم ذلك.”

 

لكن ما حدث لاحقًا لم يُثبت صحة هذا التعهّد. فحتى في ذلك الحين، بدا هذا الإعلان غير واقعي، إذ لم يُعلن الحوثيون وقفًا كاملاً لإطلاق النار، بل أكدوا أنهم سيواصلون قتال إسرائيل، واعتبروا أنفسهم المنتصرين في المعركة.

 

وواصلت الجماعة إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، فيما نفّذت إسرائيل ضربات واسعة النطاق ضد الحوثيين، شملت ثلاثة موانئ يمنية ومحطة كهرباء في وقت سابق من هذا الأسبوع.

 

وقد بثّ الحوثيون، يوم الثلاثاء، مقطعًا دعائيًا مصورًا عالي الجودة يظهر هجومهم على سفينة “ماجيك سيز”. ويُظهر التسجيل رجالًا ملثمين يسيطرون على السفينة، قبل أن يهتفوا بشعار الجماعة: “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام.”

وينتهي الفيديو بلحظة تفجير عبوات ناسفة زُرعت على متن السفينة، قبل أن تغرق تحت سطح الماء.

 

وقد أثارت هذه الهجمات المتجددة احتمال انخراط الولايات المتحدة مجددًا في مواجهة عسكرية مع الحوثيين، الذين أثبتوا عبر السنوات قدرة لافتة على الصمود أمام الضربات الجوية.

 

وفي تعليق رسمي، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية (تامي بروس)، إن هذه الهجمات “تُظهر التهديد المستمر الذي يشكله المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على حرية الملاحة والأمن الاقتصادي والبحري في المنطقة”.

 

وأضافت: “لقد كان موقف الولايات المتحدة واضحًا: سنواصل اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية حرية الملاحة وسلامة الشحن التجاري من الهجمات الإرهابية الحوثية.”

 

وتأتي مواجهة الحوثيين مع إسرائيل في سياق حرب إقليمية أوسع اندلعت إثر الهجوم المفاجئ الذي شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وعندما ردّت إسرائيل بقصف عنيف على غزة، انضم الحوثيون إلى القتال إلى جانب حماس، وأطلقوا طائرات مُسيّرة وصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية.

 

وسرعان ما وسّعت الجماعة نطاق هجماتها لتشمل الملاحة في البحر الأحمر، حيث استهدفت أكثر من 100 سفينة بين نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 ويناير/ كانون الثاني 2024، معلنة أن هذه الهجمات لن تتوقف إلا إذا أنهت إسرائيل حربها على غزة، التي أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 55 ألف شخص، معظمهم من المدنيين.

 

وكان الرئيس الأميركي السابق (جو بايدن)، سلف ترامب، قد أطلق غارات جوية على اليمن في 10 يناير/ كانون الثاني 2024، واصفًا إياها بأنها “رد مباشر على هجمات حوثية غير مسبوقة استهدفت سفنًا بحرية دولية في البحر الأحمر.”

 

إلا أن تلك الضربات فشلت في ردع الحوثيين، ولم تتوقف الهجمات إلا بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس في يناير.

 

لكن الحوثيين استأنفوا هجماتهم عندما فرضت إسرائيل حصارًا على دخول الغذاء والمساعدات إلى غزة في مارس/ آذار، الأمر الذي دفع ترامب إلى إطلاق حملته العسكرية الخاصة ضد الجماعة.

 

وفي 15 مارس/ آذار، أعلن ترامب بدء الضربات، وقال إن الحوثيين “شنّوا حملة لا هوادة فيها من القرصنة والعنف والإرهاب ضد السفن والطائرات والطائرات المُسيّرة الأميركية وغيرها.”

 

وكتب على منصة Truth Social: “سنستخدم قوة قاتلة ساحقة حتى نحقق هدفنا”، مضيفًا لاحقًا أن الحملة تستهدف قادة الجماعة ومسؤوليها.

 

وقد أثار تدخل ترامب في اليمن انتقادات من داخل معسكره السياسي، حيث رأى بعض مؤيديه أن هذا التحرك يتناقض مع تعهداته بإنهاء “الحروب التي لا تنتهي” ومع شعاره الانتخابي “أميركا أولاً”.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس