لقاءات منفصلة للعليمي والزُبيدي والمحرمي في عدن تُؤكد بقاء الخلاف داخل "الرئاسي"
الجمعه 18 يوليو 2025 - الساعة 11:11 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

تُثير اللقاءات المنفصلة التي يُجريها كل من رئيس المجلس رشاد العليمي وعضوي المجلس عيدروس الزُبيدي وعبدالرحمن المحرمي في عدن ، التساؤلات حول مصير مجلس القيادة الرئاسي مع مرور أكثر من شهرين ونصف على آخر اجتماع له.
مجلس القيادة الرئاسي الذي عقد آخر اجتماع له في الـ 5 من مايو الماضي ، يعاني من تصدع الخلاف داخله بين اعضاءه من جهة وبين الأعضاء ورئيس المجلس العليمي الذي يتهمه غالبية الأعضاء بالتفرد بالقرار داخل المجلس.
ووسط هذه الأجواء ، جرى الحديث مطلع الشهر الحالي عن استدعاء سعودي لرئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي لعقد اجتماع مرتقب في الرياض ومحاولة حلحلة الخلافات داخل المجلس ، وعزز ذلك وصول عضو المجلس ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي الى الرياض.
الا أن هذا الاجتماع المرتقب في الرياض لم يرى النور بعد العودة المفاجئة للزُبيدي برفقة المحرمي مساء الأثنين الماضي الى العاصمة عدن التي يتواجد فيها العليمي منذ عيد الأضحى الماضي دون ان يغادرها الرياض ، وذات الحال بالنسبة لعضو المجلس طارق صالح الذي لا يزال متواجداً في المخا منذ فترة طويلة.
وباستثناء الحالة المرضية التي يمر بها عضو المجلس فرج البحسني بإجرائه لعملية جراحية في المانيا ، فلا يوجد سبب يمنع انعقاد جلسات المجلس الذي يتواجد رئيسه وثلاثة من اعضاءه بالداخل في حين يبقى عضوي المجلس سلطان العرادة وعبدالله العليمي في الرياض ، سوى استمرار الخلافات داخل المجلس.
وما يُعزز من ذلك ، هو مشهد العاصمة عدن خلال اليومين الماضيين باللقاءات المنفصلة التي اجراها الزُبيدي والمحرمي عقب عودتهما للمدينة مع المسئولين بالدولة والحكومة، مع استمرار العليمي في عقده لقاءاته بقصر المعاشيق.
بل ان اللافت كان اللقاءين المنفصلين للزُبيدي والمحرمي امس الخميس مع رئيس الوزراء سالم بن بريك لمناقشة الأوضاع الاقتصادية والخدمية بالمناطق المحررة التي تعيش حالياً مشهداً مركباً من الأزمات الخانقة في الاقتصاد والخدمات.
مشهد "الانفصال" في اللقاءات الرسمية لرئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي مع المسئولين وفي مدينة واحدة مع غياب اجتماعات المجلس ، تُقدم صورة واضحة لحجم الخلاف والتباينات داخل المجلس ، والتداعيات الفادحة التي تلحق بالوضع في المناطق المحررة جراء هذا الخلاف.
وما يُزيد من فداحة الأمر ، ان مشهد التفكك الذي يعيشه هرم الشرعية اليوم يأتي في ظل مأزق كبير وغير مسبوق تعيشه مليشيا الحوثي الإرهابية وتزايد الرغبة الدولية في تحجيم قوتها وخطرها على اليمن والمنطقة ، وهي فرصة جديدة وثمينة تلوح لليمنيين للتخلص من المليشيا ، الا أن هذا الفرصة – كسابقاتها – في طريقها لتبدد بسبب وضع الشرعية المفكك والغارق في الخلافات والفساد معاً.