تصريحات نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى" تثير غضبًا عربيًا ودعوات لموقف دولي حازم

الجمعه 15 أغسطس 2025 - الساعة 05:50 مساءً
المصدر : الرصيف برس - وكالات

 


أثارت تصريحات رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول ما أسماه "رؤية إسرائيل الكبرى" غضبًا واسعًا في العالم العربي، وسط تحذيرات من أنها تمثل تهديدًا للأمن والاستقرار في المنطقة.

 

جاء ذلك بعد مقابلة أجراها نتنياهو مع قناة "آي 24" الإسرائيلية، أعلن خلالها أنه يشعر بأنه في "مهمة تاريخية وروحية"، وأنه مرتبط عاطفيًا برؤية إسرائيل الكبرى، التي تشمل الأراضي الفلسطينية المحتلة وربما أجزاء من الأردن ومصر، وفق مزاعمه.

 

وتشمل هذه الرؤية بحسب مصادر إسرائيلية الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى أراضٍ في دول عربية مجاورة، وهو ما اعتبره مراقبون استمرارًا لخطاب التوسع والضم الذي تتبناه حكومة الاحتلال.

 

وأدانت جامعة الدول العربية تصريحات نتنياهو، ووصفتها بأنها "استباحة لسيادة الدول العربية وتهديد للأمن القومي العربي الجماعي"، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى التحرك للحد من هذه التهديدات ومواجهة المخططات التوسعية التي تهدد استقرار المنطقة.

 

وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، عن إدانته الشديدة واستنكاره البالغ للتصريحات، مؤكدًا أن مثل هذه المخططات تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وتكشف بوضوح عن النهج الخطير الذي تنتهجه سلطات الاحتلال، مشددًا على رفض دول المجلس القاطع لأي محاولات للمساس بالسيادة الوطنية ووحدة أراضي الدول العربية.

 

وفي السياق ذاته، وصفت السلطة الفلسطينية هذه التصريحات بأنها "تجاهل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني" و"استفزاز وتصعيد خطير يهدد أمن واستقرار المنطقة". فيما دعت حركة حماس الدول العربية إلى اتخاذ موقف واضح يشمل قطع العلاقات وسحب السفراء ووقف التطبيع، معتبرة تصريحات نتنياهو مؤشرًا على خطورة المخططات التوسعية للاحتلال، التي لا تستثني أي دولة عربية. كما جددت الرئاسة الفلسطينية رفضها لتصريحات نتنياهو، مؤكدة التزامها بقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، ورفضها أي محاولات لتغيير الجغرافيا السياسية أو الانتقاص من حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

 

وفي اليمن، أعربت وزارة الخارجية اليمنية عن "إدانتها واستنكارها الشديدين" للتصريحات، معتبرة أنها انتهاك صارخ لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وتحديًا واضحًا لإرادة المجتمع الدولي. وحذرت اليمن من أن استمرار هذه السياسات الاستفزازية قد يؤدي إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار، مؤكدة دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وداعية المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وملزمة لمساءلة قادة الاحتلال.

 

وفي حين طالبت مصر بإيضاحات حول هذه التصريحات محذرة من انعكاساتها على الأمن والاستقرار وعدم احترامها لمبادئ السلام في المنطقة، اعتبرت السعودية تصريحات نتنياهو "اعتداءً على سيادة الدول العربية"، مؤكدة رفضها المطلق للأفكار والمشاريع الاستيطانية والتوسعية للاحتلال، ومشددة على الحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة. وأعربت قطر عن استنكارها لهذه التصريحات، ووصفتها بأنها امتداد لنهج الاحتلال القائم على الغطرسة وتأجيج الأزمات والصراعات، داعية المجتمع الدولي إلى التضامن لمواجهة هذه الاستفزازات.

 

ووصف الأردن تصريحات نتنياهو بأنها "تصعيد استفزازي خطير وتهديد لسيادة الدول"، داعيًا إلى اتخاذ موقف دولي واضح بإدانتها والتحذير من عواقبها، فيما جددت الكويت والعراق التأكيد على رفض أي دعوات توسعية مخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مؤكدتين ضرورة احترام سيادة الدول العربية. كما أكدت سلطنة عمان رفضها القاطع لمخططات التوسع الإسرائيلية غير الشرعية، مشددة على ضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك ضد السياسات العدوانية للكيان الإسرائيلي.

 

وأدانت الجمهورية التونسية تصريحات نتنياهو حول حلمه بتحقيق "رؤية إسرائيل الكبرى"، معتبرة أنها تمثل تمادياً في سياساته الاستفزازية للدول العربية واستباحة سيادتها، وإمعانًا في الخرق السافر للقانون الدولي ومبادئ الشرعية الدولية وسط عجز دولي عن محاسبة هذا الكيان.

 

وفي سياق متصل، اعتبرت منظمة التعاون الإسلامي التصريحات الاستفزازية امتدادًا لخطاب التطرف والتحريض والعدوان، وانتهاكًا صارخًا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة، مؤكدة أن هذه التصريحات العدوانية تهدف إلى التهرب من الالتزامات الدولية على إسرائيل كقوة احتلال، واستمرارها في انتهاك الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

 

كما دانت رابطة العالم الإسلامي التصريحات، معتبرة أنها تعكس العقلية الاستعمارية الاستيطانية العنصرية لكيان مارق ومتورط في جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين، ومحاولة لتصفية القضية الفلسطينية وزعزعة استقرار وأمن المنطقة.

 

وفي السياق الشعبي، أعرب ناشطون ومثقفون عرب عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن غضبهم واستيائهم من هذه التصريحات، معتبرين أنها تعكس عقلية استعمارية استيطانية عنصرية، وتسعى لتصفية القضية الفلسطينية وزعزعة استقرار وأمن المنطقة.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس