في مشهد نادر ، تسببت الامطار الغزيرة اليوم السبت في جريان السيول في "الوادي الكبير" بالعاصمة عدن بعد انقطاع دام نحو 42عاماً.

حيث وصلت سيول الأودية الشمالية بمحافظة لحج وعلى رأسها وادي الحسيني بمديرية تبن إلى منطقة بئرأحمد شمالي عدن واتجهت منطقة الحسوة وشقت طريقها نحو البحر، في مشهد وصفه الأهالي بالحدث النادر والتاريخي.

مصادر محلية قالت بأن السيول الجارفة غمرت عشرات المنازل في منطقة الحسوة بمديرية البريقة، متسببة بأضرار كبيرة طالت الممتلكات الخاصة والسكان.

مشيرة الى أن السيول التي وصلت الى منطقة الحسوة لا تزال تحاصر عدداً من المنازل وخاصة في مجرى الوادي ، الذي شهدت عمليات بناء عشوائي خلال العقود الماضية.

هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية حذرت من أن هذه السيول تعد إنذارًا مبكرًا لاحتمال وقوع كوارث أكبر مستقبلًا، خاصة في منطقة الحسوة – مديرية البريقة، نتيجة البناء العشوائي داخل حرم الوادي الكبير، والذي يعيق مجاري السيول الطبيعية ويزيد من المخاطر على الأرواح والممتلكات.

مشيرة الى دراسة سابقة كانت قد نفذتها حول أهمية إعداد حرام وادي الكبير الذي يصب في منطقة الحسوة بمديرية البريقة، باعتباره أحد الأودية الرئيسة المعرّضة لمخاطر السيول. 

مؤكدة بأن الدراسة قدمت خرائط دقيقة تُوضح مناطق الخطر وتقديرات التدفقات المائية المحتملة، وبالتالي تقديم حلول علمية وعملية للحد من هذه المخاطر.

الهيئة أكدت على استعدادها لتنفيذ دراسة تفصيلية شاملة بالتنسيق مع السلطة المحلية، لوضع حلول عملية وإعادة تأهيل مجاري الأودية بما يضمن تقليل المخاطر وتفادي تكرار الكوارث. 

ويؤكد أهالي المنطقة بأن آخر جريان للوادي حدث عام 1982م ، أي قبل نحو 43 عاماً ، وهو ما دفع بالمئات من المواطنين الى البناء في مجرى الوادي دون الالتفاف الى المخاطر.