ضربة حظ أم بداية اختراق شامل .. غموض يلف مصير قيادات عسكرية وعقائدية حوثية بالغارات الإسرائيلية
الخميس 04 سبتمبر 2025 - الساعة 10:30 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

لا يزال الغموض يلف تفاصيل الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مليشيا الحوثي الإرهابية في صنعاء الخميس الماضي ، مع استمرار الغموض حول مصير بعض القيادات بالمليشيا.
هذا الغموض المستمر رغم مرور أسبوع على حدوثها ومع تكشف تفاصيل جديدة حولها ، يثير الشكوك حول مصداقية التحليلات التي قللت من أهمية هذه الغارات بالنظر الى ما سمحت المليشيا بالكشف عنه.
حيث لم تكشف المليشيا حتى اليوم سوى عن مقتل رئيس حكومتها و7 فقط من الوزراء جلهم من العناصر غير العقائدية ، وهو ما قلل من أهمية الغارات لدى خصوم المليشيا ودفع بالبعض الى اعتبارها مؤامرة حوثية للتخلص منهم ، والتأكيد بأنها لم تكن نتاج لاختراق هام من قبل اسرائيل.
هذا الطرح توافق مع التوصيف الذي قدمته المليشيا الحوثية عبر رئيس مجلس السياسي مهدي المشاط ، الذي اعتبر نجاح إسرائيل في استهدف حكومتها بأنها مجرد "ضربة حظ".
الا أن الجزم بضعف أهمية الغارات بالنظر الى ما سمحت المليشيا بالكشف عنه ، يتجاهل تماماً ما تتكتم عليه المليشيا الحوثية حتى اليوم حول تفاصيل الغارات الإسرائيلية.
فباستثناء كشفها عن مصير نائب رئيس حكومتها والمكلف الجديد لرئاستها محمد مفتاح ، لم تفصح المليشيا عن مصير عدد من الوزراء وخاصة من عناصرها العقائدية وعلى رأسهم محمد حسن المداني، نائب رئيس الحكومة وزير الإدارة المحلية وحسن الصعدي، وزير التربية والتعليم.
كما أن المليشيا تتكتم ايضاً عن مصير كل من وزير الدفاع بحكومتها ناصر العاطفي، والقيادي محمد عبدالكريم الغماري، رئيس اركان المليشيا ، وهما الرجلان اللذان أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عقب الغارات بانهما على قائمة الاستهداف.
وكان لافتاً ما صرح به المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفي دفرين، في إحاطة صحافية، مساء اليوم الخميس، اثناء حديثه عن الغارات التي استهدفت مليشيا الحوثي في صنعاء ، حيث أشار إلى أن مصير رئيس الأركان المليشيا ووزير دفاعها لا يزال غير معروف.
وما يُعزز الشكوك حول طبيعة الغارات وأهدافها ، ما كشفه بالأمس الصحفي اليمني فارس الحميري. بأنها استهدفت ثلاث مبان (فلل) متجاورة في حي حدة بصنعاء ، إحداها كانت تضم اجتماع لحكومة المليشيا.
> للمزيد اقرأ: خسائر الغارات الإسرائيلية تتكشف .. 45 قتيلا وجريحا من قيادات وعناصر أمنية حوثية
وأوضح الحميري في تغريدة له على منصة "أكس" بان الغارات الإسرائيلية استهدفت مبنى مجاور كان يعقد فيه لقاء ضم قيادات من الجماعة منها أمنية وعسكرية، ونحو 45 عنصرا يطلق عليهم الحوثيون أسم "الأمنيين" ، سقطوا جميعاً بين قتيل وجريح.
الحميري ختم تغريده نقلاً عن مصادره بأن المبنى الثالث المستهدف بالغارات، ويعرف باسم (فلة الصعدي) لا تزال المعلومات حوله وحول المستهدفين غامضة حتى الآن.
هذا الغموض ربطه متابعون مع الغموض الذي يحيط بمصير القيادات العسكرية للمليشيا الحوثية وعلى رأسها العاطفي والغماري ، ما يُرجح استهدافها بالغارات على المبنى الثالث.
كل هذا الغموض وتكشف التفاصيل بالتدريج حول الغارات، يُشكك من الطرح الذي يصفها بأنها مجرد "ضربة حظ" ، ويعزز من احتمالية ان تكون هذه الغارات مجرد بداية لاختراق واسع نجحت إسرائيل وبتعاون امريكي غربي في احداثه داخل صفوف مليشيا الحوثي.