عبء الإخوان.. «الإصلاح» اليمني يحاول يائسًا التبرؤ من ارتباطه بالجماعة

الاثنين 15 سبتمبر 2025 - الساعة 01:51 مساءً
المصدر : الرصيف برس - العين الإخبارية

 


بعد انحسار نفوذ جماعة الإخوان إقليميًا ودوليًا، تسعى أحزاب وهياكل سياسية إلى التبرؤ من عبء الجماعة، واليمن ليس استثناء من ذلك.

 

ويواصل حزب الإصلاح، ذراع إخوان اليمن السياسية، ممارسة تكتيكات التلوّن بهدف تغيير صورته النمطية أملاً في مواصلة تأثيره في مشهد السياسي بالبلاد.

 

فالتنظيم الذي يُحيي هذه الأيام الذكرى الـ35 على تأسيسه، أطلّ بعباءة جديدة يسعى من خلالها مغازلة الخارج بشأن نفي ارتباطه التنظيمي بالإخوان لإيجاد صبغة "وطنية" لحزب معروف امتداده الفكري والمالي والإعلامي والسياسي المرتبط بالتنظيم الدولي للإخوان.

 

داخليًا لا تزال الأدوات التقليدية لحزب الإصلاح تتسيد المشهد، وما طرحه من "مبادرة" بحثًا عن "ميثاق شرف سياسي" يعكس مخاوف عميقة داخل بنية التنظيم من تأكّل شعبيته ومن تعرض الحزب بعد إنهاء الانقلاب الحوثي لضربة "قاتلة" بدعم دولي.

 

شرط إخواني لإنهاء الانقلاب

 

في سياق هذه المخاوف، ظهر زعيم حزب الإصلاح محمد اليدومي من منفاه الاختياري في ذكرى إعلان تأسيس التنظيم التي تصادف 13 سبتمبر/أيلول 1990، داعيًا لتبنّي "ميثاق شرف سياسي يقضي بألا تُحكم البلاد بعد إسقاط انقلاب الحوثي إلا بالشراكة والتوافق لعدة سنوات قادمة إلى أن يستعيد البلد عافيته، ومن ثمَّ الترتيب والتهيئة لإجراء الانتخابات العامة في إطار توافق سياسي شامل".

 

يرى مراقبون أن مبادرة اليدومي ليست سوى "اشتراط جديد يضعه التنظيم لإنهاء الانقلاب الحوثي" حتى استعادة عافيته و"تكتيك" يسعى من خلاله حزب الإصلاح إلى إعادة إنتاج صورته أمام الرأي العام، وأخذ فرصة لزرع كوادره في كل موقع مؤثر ليضمن حضوره وسيطرته.

 

ويؤكّد الخبراء أن حزب الإصلاح يواصل تكريس "دوره كجزء من المشكلة لا كجزء من الحل" ويحوّل مبادراته السياسية إلى مجرد واجهة لإخفاء ممارساته في الواقع الساعية عمليًا للسيطرة على مفاصل الدولة عبر أدواته السياسية والإعلامية وشبكاته وجمعياته وأذرعه.

 

كما أن مطالباته بحكم الشراكة بدلًا من "الانتخابات" تعكس قناعة عميقة لدى قيادة الجماعة بأن الخضوع للعملية الانتخابية يعني خروجها من المشهد عقب تآكل شعبية التنظيم وتهاوي سرديته منذ فوضى 2011.

 

سلة واحدة

 

وكان اليدومي قد قال أيضًا إن حزب "الإصلاحَ حزبٌ مدنيٌ يمنيُّ المنبت والجذور والانتماء، وليس له علاقة تنظيمية من قريب أو بعيد بأي حزب أو جماعة خارج حدود اليمن بما في ذلك تنظيم الإخوان".

 

وتعليقًا على ذلك، قال الخبير اليمني في شؤون الجماعات الدينية سعيد بكران إن "تصريحات اليدومي التي تذكر عدم وجود ارتباط تنظيمي بالتنظيم الدولي للإخوان ليست جديدة ونوع مكرر من المغالطات السياسية".

 

وفي تصريحاته لـ"العين الإخبارية"، أوضح بكران أن "حماس سبقت حزب الإصلاح عام 2017 بوثيقتها التي تضمنت إعلانًا بفك الارتباط التنظيمي بالجماعة الأم تلاها حركة النهضة بزعامة راشد الغنوشي التي أعلنت أنها حزب لا ارتباط لها بالتنظيم الإخواني الدولي".

 

وأكد بكران أن "هذه المغالطات تسقط أمام حقيقة أن زعيم إخوان اليمن لا يستطيع نفي ما هو أهم من الروابط التنظيمية بتنظيم الإخوان الدولي وهي الرابطة الأيديولوجية والفكرية والإعلامية والسياسية والمالية العابرة للحدود الوطنية".

 

وأضاف "أن انفصال الروابط التنظيمية بين فروع التنظيم حول العالم كان قرارًا تنظيمياً وأمنيًا يخدم مصلحة التنظيم الدولي لمنح الفروع صبغات وطنية مزيفة ولمنع المخاطر الأمنية الوطنية في الدول التي تجد في الارتباط التنظيمي الخارجي مبررًا قانونيًا وأخلاقيًا ووطنيًا لتوجيه ضربات قاتلة للجماعة".

 

وأشار إلى أن "التنظيم الدولي يسير كضرورة حركية تحت مبدأ 'لا تضع البيض في سلة واحدة' حتى لا يدمر بضربة واحدة، وهي استراتيجية تركز على توزيع المخاطر لتجنب الخسارة الكلية في حال فشل المشروع الأم."

 

شراكة

 

بشأن الشراكة التي اشترطها الإخوان، قال بكران إنها "رسالة للقوى الدولية والإقليمية والوطنية مفادها أننا لن نتحرك ولن نسمح بالتحرك ضد الحوثيين ما لم نضمن نصيبنا في الحكم بعد التحرك أو السماح به".

 

أما تحديد الشراكة "وليس الانتخابات" فربما يشير إلى قناعة تشكّلت لدى قيادة الجماعة أن الموافقة على الانتخابات تعني خروج الجماعة من المشهد بعد الأضرار البالغة في شعبيتها وسقوط سرديتها الإسلامية ضحية صراعات الجماعة على الحكم منذ 2011.

 

من جانبه، قال الناشط السياسي أنس الخليدي إن تنظيم الإخوان "لم يكن قط مشروعًا للدولة بل أداة لتفكيكها، ولم يكن حاملاً لأي حالة وطنية بل كان رأس حربة في تقويض النظام الوطني والقانون والمحرك الرئيسي لكل الصراعات الداخلية التي مزقت اللحمة الوطنية".

 

وأضاف أن حزب الإصلاح أصبح "أداة طيعة لخدمة أجندات خارجية على حساب السيادة الجمهورية ومصلحة الشعب اليمني، وعمل بجهد وفعل منهجي لتحويل الانقسام إلى استراتيجية والانتهازية إلى نمط حكم حتى بات الوطن مفصولًا بعمق عن ذاته ومرتهنًا لتناقضات ليست من صنعه".

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس