تعز مدينة مختطفة
الجمعه 04 أغسطس 2017 - الساعة 04:04 صباحاً
محمد سعيد الشرعبي
مقالات للكاتب
على هامش سعير الحرب والحصار والمجاعة والكوليرا وكوارث الاغتيالات ونهب الإيرادات والممتلكات العامة والخاصة قلما يثار ملف الاختطاف والتعذيب في تعز.
تعز مدينة مختطفة بيد أدوات المافيا إلى جانب كونها مدينة منكوبة بالمجاعة والأوبئة نتيجة عامين ونصف حرب وحصار مليشيات الإنقلاب الإمامي على المدنية.
يحكم تعز مافيا فاسدة عبر جماعات (سلفية، إصلاحية، متطرفة)، وليس هناك مؤسسات دولة تردعهم، والغايات معروفة من إيصال تعز إلى هذه المرحلة.
كشفت صحيفة اللوموند الفرنسية عن وجود 35 فصيل مسلح في مدينة تعز، وهذا كارثة تتعاظم يوما أثر آخر نتيجة استمرار الحرب وتغييب مؤسسات الدولة.
لكل جماعة مسلحة سجون ومحاكم خاصة، ويمارسون مهام الدولة المغيبة من قبلهم، ويرتكبون يومياً جرائم وانتهاكات جسيمة، بينها، الإختطاف والتعذيب.
في اقبية هذه الجماعات المسلحة يغيب عدد من أبناء تعز، ولا يعرف مصيرهم، وقلما تثار قضايا الاختطاف، وتتغافل المنظمات الحقوقية هذه الكارثة.
هناك مختطفون في تعز لا يعرف مصيرهم منذ عام، ولا تناقش قضاياهم ، وتعاني أسرهم ويلات البحث عنهم، ويتهم ثلاثة أطراف في جرائم الاختطاف الغامضة.
نشرت قبل حوالي شهر صورة توجيه لقيادي بارز في إصلاح تعز بالإفراج عن مختطف في سجونهم منذ نصف عام دون اتهامات تذكر بحسب نص التوجيه.
الاختطاف انحدار خطير لحزب سياسي يعول عليه مع بقية الأحزاب في دعم تفعيل مؤسسات الدولة بمدينة تتعرض لأبشع حرب انتقامية من قبل إنقلاب الإمامة.
ويتورط السلفيين في انتهاكات بحق المدنيين، وجرائم اختطاف وتعذيب مسلحين لفصائل وجماعات مسلحة ضمن صراعاتهم الدامية على النفوذ في مدينة منكوبة.
ويتداول ناشطون تعزيون بين حين وآخر قصصا حول جرائم وانتهاكات اقترفها سلفيون يتبعون "ابو العباس" الذي يصفه خصومه الإخوان بـ"لغم الإمارات في تعز"!
ثالثة الأثافي تنظيم القاعدة، ويشار لهم بـ"التنظيم" عقب كل جريمة يرتكبوها، ولديهم محاكم وسجون خاصة، ولا يتجرأ أحد على انتقاد جرائمهم اليومية.
تعد "العدليات السلفية، والمحاكم القاعدية، و السجون الإصلاحية"، مسميات لسلطة أمر واقع فرضت كسلطة بديلة عن مؤسسات الدولة، و لا بد من وضع نهاية لها.
وتتخذ الجماعات المسلحة والمتطرفة من المنشآت التعليمية سجونا ومحاكم خاصة، ويمارسون القمع والتعذيب فيها، بحسب القصص المتداولة عنها.
تحكم المافيا قبضتها على تعز عبر الجماعات المسلحة، والجميع يشارك في تحويل المحافظة إلى ساحة حرب وتصفيات حسابات محلية وإقليمية، والشواهد كثيرة.
دويلات تعمل تحت سلطة المافيا على تغييب مؤسسات الدولة في ظل تواطؤ الجميع، أولهم، الحكومة الشرعية القابلة ببقاء المحافظة بين مخالب الجماعات المسلحة.
مؤسسات الدولة مغيبة في تعز، وليس هناك حائط آمن يستند عليه الموطن التعزي الواقع وسط جحيم الحرب والحصار، ويتجرع ويلات المجاعة، ويلاحقه الكوليرا.
إنقاذ تعز ضرورة وطنية، والبداية من تفعيل مؤسسات الدولة، وضبط الأمن، وإنهاء دويلات الجماعات ومافيا الفساد الراعية لهم، والمتورطة والمتسترة عنهم.
.............................................
لمتابعة قناة الرصيف برس على تيلجرام
https://telegram.me/alraseefpress