نموذج لمنظومة الجريمة الإخوانية بتعز .. كيف عبث اركان المحور بدم الضحية "الدعيس"؟ -
الاثنين 03 نوفمبر 2025 - الساعة 12:04 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - تحقيق خاص

كشفت معلومات وتقارير خاصة حصل عليها "الرصيف برس" عن تفاصيل لفضيحة مدوية بحق اركان محور تعز ومحاولته استغلال قضية مقتل الشاب /شهاب الدعيس لملاحقة الناشطين المتضامنين مع جرائم الانفلات الأمني لسلطة الاخوان.
وخلال اليومين الماضين ، اقدم اركان المحور المدعو / عبدالعزيز المجيدي على تقديم شكاوى ضد الناشطين بتهمة التشهير ضده ، على خلفية نشرهم في صفحاتهم على "الفيس بوك" شكوى مصورة لوالدة الشاب الدعيس.
وقتل الشاب / شهاب أمام منزل المجيدي في مايو من عام 2019م ، وظهرت والدته مؤخراً في مقطع مصور وهي تطالب السلطات العليا بالقبض على المجيدي ، بتهمة تهريبه لأبنائه وأبناء أخيه المتهمين بجريمة قتل أبنها الى مصر.
نشر مناشدة الأم المكلومة على أبنها ، اثار جنون اركان المحور المجيدي الذي سارع الى تقديم شكوى بالناشطة / اروى الشميري وبمدير عام مكتب الثقافة بتعز سابقاً / عبدالخالق سيف ، اللذان تلقيا طلب استدعاء من البحث الجنائي ، لأخذ اقوالهما بالشكوى.
ويتحجج اركان المحور المجيدي ، بالأمر الصادر من نيابة استئناف محافظة تعز ، بالاوجة لإقامة الدعوى الجزائية مؤقتا لعدم كفاية الأدلة بخصوص واقعة مقتل شهاب ، كدليل على براءة نجليه ونجلي أخيه من الجريمة.
وكان لافتاً قيام الناشطة / اروى الشميري ومدير عام مكتب الثقافة بتعز سابقاً / عبدالخالق سيف ، بنشر هذا الأمر للنيابة على صفحاتهما بـ "الفيس بوك" ، عقب التحقيق معهما من قبل إدارة البحث الجنائي بناءً على شكوى اركان المحور.
الا أن تفاصيل ما صدر عن النيابة العامة ، بالإضافة الى ما حصل عليه "الرصيف برس" من معلومات وتقارير تفصيلية عن الجريمة ، يفضح محاولات اركان المحور تبرئة نفسه واقاربه من دم الشاب الدعيس.
فالتقرير او القرار الصادر عن رئيس نيابة استئناف تعز والذي يُشهره المجيدي في وجه الناشطين ، لا ينفي التهمة عنه او عن اقاربه من دم الشاب ، بل يحمل في طياته إدانة لهم بهذه الجريمة.
فالقرار أولاً يشير الى ان الشاب / شهاب الدعيس ، قُتل مساء يوم الثلاثاء 11/مايو/2021م ، عندما كان مارا بدراجته النارية من أمام منزل اركان المحور المجيدي ، حيث تم استيقافه من قبل نقطة تابعة للمجيدي لمدة خمس دقائق.
ويؤكد القرار بان الشاب الدعيس قتل اثناء توقيفه امام المنزل، نتيجة تعرضه لإطلاق نار من بلكونة منزل عبد العزيز المجيدي بحسب ما ورد في تقرير الادلة الجنائية.
اللافت في تفاصيل القرار الصادر عن النيابة هو تأكيده عدم توقيف نجلي المجيدي أحمد وعمر ، وإبراهيم علي وطارق علي وهما نجلي شقيقه المتهمون بالجريمة ، وان الشرطة اخذت فقط اقوال حراسة منزل المجيدي.
على الرغم من أن اقوال الحراسة أوضحت بأن طارق وإبراهيم خرجا من الشقة وكان الأخير مسلحاً ومرتدياً "جعبة" ، الى مسرح الجريمة وقاما بإسعاف الضحية على متن دراجة نارية.
استبعاد نجلي المجيدي ونجلي شقيقه من التحقيق في الجريمة ، مثل أول دليل على العبث الذي وقع في مسار التحقيق بالجريمة وادى الى غياب الأدلة وكان السبب في قرار النيابة بأن " لأوجه الإقامة الدعوى" ضدهم "لعدم كفاية الأدلة".
وفي حين يحاول المجيدي اعتبار قرار النيابة تبرئة له ، الا أن القرار كان واضحاً بأن "لأوجه الإقامة الدعوى" ضد نجليه ونجلي شقيقه هو قرار مؤقت.
حيث ينص القرار على استمرار قيد الواقعة كجريمة جسيمة واقعة قتل ضدهم ، مع إخطار الأمن باستمرار البحث والتحري عن أي دليل جديد.
"الرصيف برس" وفي سعيه للبحث عن الحقيقة في هذه الجريمة ، حصل من مصادره على وثائق وتفاصيل ومعلومات مهمة ، تكشف تورط اركان المحور في العبث بسير التحقيق فيها مستقوياً بنفوذ منصبه العسكري.
حيث كشفت الوثائق والمعلومات بأن الفريق الأمني الذي نزل الى مسرح الجريمة عقب ساعة من وقوعها ،أكد في تقرير له تعرض مسرح الجريمة للعبث.
كما كشفت الوثائق ، عن إبلاغ مدير البحث الجنائي لرئيس نيابة استئناف تعز ، بتلقيه اتصالاً من رئيس اركان المحور عبدالعزيز المجيدي بمنع انتقال فريق الأدلة الجنائية والتحقيقات الى مسرح الجريمة.
في حين يسرد تقرير لرئيس قسم التحريات حول الجريمة عن تفاصيل صادمة حول حجم العبث الذي تعرضت له الأدلة ، حيث كشف بأن جميع كاميرات المراقبة المقابلة لمنزل المجيدي إما أنها لا تعمل او تالفة او قد تم العبث بها.
ويورد التقرير إفادات لمالكي المحلات القريبة من منزل المجيدي "مسرح الجريمة" بحضور مسلحين يدعون بأنهم من البحث الجنائي ، قاموا بفصل بتحطيم كاميرات المراقبة الخاصة بهم وسحب كل التسجيلات منها.
وهو ما يؤكد حجم العبث بمسرح الجريمة والحرص على اتلاف أي ادلة تكشف الحقيقة ، من خلال مصادرة تسجيلات الكاميرات العاملة ، في حين ان ظهور جميع الكاميرات المقابلة لمنزل المجيدي معطلة أو تالفة ، يُعد دليلاً واضحاً على محاولة اخفاء الحقيقة وتظليل العدالة.
وتبقى النقطة الأهم وعلامة الاستفهام الكبرى، حول عدم الإشارة في قرار النيابة العامة حول مصير اوامر استدعاء الصادرة عنها لأبناء المجيدي وأبناء أخيه للتحقيق معهم في الجريمة ، رغم تواجدهم في مسرحها وتأكيد التقارير بان الضحية قد قُتل برصاصة من شقة اركان المحور.
ما سبق يُعزز الحقيقة التي سبق وأن أكدنا عليها في تقارير وتحقيقات سابقة بـ "الرصيف برس" بأن ما تشهده تعز ليست جرائم عادية تحصل في كل المدن والمجتمعات ، بل جريمة منظمة يقودها من يملك القرار بالمحافظة وهي جماعة الاخوان.
> للمزيد اقرأ : من سرحان الى غزوان .. حين تُفضح حقيقة الجريمة المنظمة لإخوان تعز
هذه الحقيقة هي من فجرت غضب الشارع في تعز مع اغتيال الشهيدة / افتهان المشهري ، ودفعت أبناء تعز اليوم الى الاعتصام منذ أكثر من شهر بحثاً عن العدالة وإنهاء الجريمة المنظمة التي تقودها ضدهم سلطة الاخوان منذ 10 سنوات.













