المركز الأمريكي للعدالة يكشف عن توزيع خريجي دورات شرعية حوثية على المحاكم تمهيدًا للتعيين القضائي
الجمعه 07 نوفمبر 2025 - الساعة 07:36 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص

كشف المركز الأمريكي للعدالة أن هيئة التفتيش القضائي التابعة لمجلس القضاء الأعلى في صنعاء أصدرت قرارًا يقضي بتوزيع خريجي دورة تأهيلية لعلماء الشريعة على عدد من المحاكم تمهيدًا لتعيينهم في السلك القضائي.
وقال المركز إن ذلك مؤشر جديد على التدهور القضائي العميق في استقلال القضاء اليمني، معتبرًا أن القرار يرسّخ نمطًا ممنهجًا لتقويض الحياد القضائي وتحويل المحاكم إلى ساحة تدريب عقائدي تحت غطاء “التأهيل المهني”.
وأشار المركز بأن هذا القرار يأتي في سياق خطير يعكس استمرار جماعة الحوثي في تسييس القضاء واختطافه من مساره المهني المستقل، وتحويله إلى أداة طائفية تخدم مشروع الجماعة بعيدًا عن معايير العدالة والنزاهة وسيادة القانون.
كما أكد أن قيام هيئة التفتيش القضائي بتوزيع خريجين يحملون تكوينًا شرعيًا لا قضائيًا على المحاكم بغرض “التدريب تمهيدًا للتعيين” لا يعدّ مجرد خطأ إداري، بل يمثل إعادة هندسة ممنهجة للبنية القضائية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وإقحام عناصر مؤدلجة في صميم مؤسسة يفترض أن تكون محايدة ومستقلة.
وأعتبر المركز أن القرار يكشف بوضوح عن توجّه رسمي لدى الجماعة لشرعنة استبدال القضاة المهنيين بخريجين دورات تدريبية شرعية من خلفيات فكرية ودينية مذهبية محددة، وهو ما يقوّض مبدأ الفصل بين السلطات وينتهك جوهر استقلال القضاء الذي كفله الدستور اليمني وقانون السلطة القضائية والمواثيق الدولية، لاسيما مبادئ الأمم المتحدة الأساسية بشأن استقلال السلطة القضائية (1985).
ونوّه المركز إلى قيام جماعة الحوثي في وقت سابق بتعديل قانون السلطة القضائية لتمنح رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع لها صلاحيات التعيين القضائي، في تجاوزٍ صارخ لمبدأ استقلال المؤسسات القضائية عن السلطة التنفيذية أو السياسية، مشيرًا إلى أن هذا القرار الأخير يأتي امتدادًا لتلك التعديلات التي تهدف إلى إحكام السيطرة الكاملة على القضاء اليمني وتحويله إلى ذراع تنفيذي للجماعة وأداة من أدوات القمع.
وأكد أن هذا الإجراء يفتح الباب أمام موجة جديدة من التلاعبات الجسيمة لحقوق المتقاضين، ويفقد المحاكم ما تبقّى من ثقة وشرعية لدى المواطنين، ويكرّس نهج الإفلات من العقاب عبر قضاء تابع وغير نزيه.
وطالب المركز جماعة الحوثي بإلغاء القرار الصادر عن هيئة التفتيش القضائي فورًا ووقف جميع مسارات “التدريب والتعيين” المبنية على معايير غير مهنية، كما دعا إلى إعادة الاعتبار لمبدأ استقلال القضاء وفقًا للدستور اليمني والمواثيق الدولية التي تضمن حياد المؤسسات العدلية وتحصينها من التأثير السياسي.
وحث المركز الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان ومقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية باستقلال القضاة والمحامين على اتخاذ موقف حازم تجاه الانتهاكات الممنهجة التي تتعرض لها السلطة القضائية في مناطق سيطرة الحوثيين، داعيًا إلى موقف دولي واضح يرفض تسييس القضاء، كما طالب بإعادة هيكلته تحت إشراف وطني مستقل وبضمانات مهنية حقيقية.
وشدد على أن استمرار هذه الممارسات يُهدد ما تبقّى من مقومات العدالة في اليمن، ويجعل من مؤسسات القضاء أدوات للقمع الممنهج لا لإنصاف الضحايا.















