النقد البناء عنصر مهم من عناصر التفكير ، وطريقة علمية معتمدة للتقييم والتقويم والتصحيح والتعلم والتعليم .

وإن نقد الظواهر السلبية أينما وجدت ، ومواجهتها بشكل صاخب دون محاباة أو مراعاة أو إنحياز ؛ تعتبر سمة حضارية إيجابية لمجتمع حي ومتفاعل .

والنقد البناء في حقيقته لايقتصر على النقد اللفظي أو المكتوب ؛ بل هو مسؤولية أخلاقية ومهمة علمية تقتضي أن يقدم الناقد فيه الحلول والتصورات وأقتراح البرامج والخطط المفترضة لتجاوز الأخطاء وألا يكتفي بنقدها فقط ؛ بل بالسعي لتحقيق مايفترض أن يكون بالعلم والعمل .

إن اهمية النقد البناء مرتبط بأهمية الحياة والشراكة في البناء والتعايش ، ويكرس النقد لتقييم وتقويم الانحرافات والتجاوزات لضمان أداء الأعمال وفقاً لمواصفات الجودة والقدرة والكفاءة الكفيلة بتطويرها وديمومتها .

ولكن ... لكي ننتقد ظاهرة سلبية ما_كنقد الدراما المحلية مثلاً_ ينبغي تأصيلها أولا ومعرفة تفاصيل تاريخها ونشأتها وحركتها واداك أسباب تعثرها ؛ ثم نقدها بأسلوب منهجي وبطرق علمية ؛ وعدم القفز على الحقائق وتجاهل الظروف التي تتحكم بها وتعيق حركتها بإستمرار .

ومن الملاحظ مؤخراً أن الإفراط في جلد الذات ؛ تجسد بتفشي مايظنه البعض(نقداً) ؛ دون مراعاة للقيم الاخلاقية وللمناهج النقدية وادبياتها ؛ وبطبيعة الحال هذا الجلد تتلقاه ضمائر منفعلة غاضبة وتتفاعل معه وتتأثر به ؛ في المقابل يفرز نتائج سلبية معطلة ؛ وردود أفعال تنبرى بإنفعال ووعي قاصر لعرض تبريرات فاضحة أقل مايمكن وصفها أنها تستخف بالعقول وتفاقم حجم المأساة .

وهذا النقد الرائج بقالبه الإنطباعي الشخصي ؛ يفتقد لأدنى معايير النقد وأهميته ، ولايكلف الناقد نفسه بالتسأول حول من يستفيد من ذلك ومن هو الخاسر ؛ بتحول النقد البناء من عمل أكاديمي منهجي علمي ؛ إلى ظاهرة صوتية وعمل فوضوي غير مسؤول ..!؟

هامش ..

"النقد البناء كالمطر ؛ ينبغي أن يسقي الزرع لينمو ويثمر ؛ ولايكون وابلاً وسيلا جارفاً يقتلع الزرع من جذوره" ..