الإستقلال والوحدة والمشاركة ..
الثلاثاء 11 ابريل 2023 - الساعة 03:02 صباحاً
محمد عبدالرقيب نعمان
مقالات للكاتب
إن بناء الدولة ماراثون صعب وطويل شائك ومعقد ؛ تكثر فيه الأزمات والعوائق وشِراك وأفخاخ ينصبها قطاع الطرق ؛ ويمر الطريق بمنحدرات ومنعطفات وشواهق في غاية الخطورة ، يتهاوى فيه الضعفاء ذوي النفس القصير ؛ الذين يخذلهم التأصيل فيفقدون توازنهم وفي كل منعطف تراهم يتساقطون .
وبعد كل هذا الفشل ؛ ومن أجل البقاء على قيد اليمن ؛ والوصول بها بسلام إلى نهاية الماراثون ؛ يجب أن يتوارى كل عناوين العجز والفشل الذريع والهزائم المنكرة من السياسيين والقادة العسكريين برمتهم "بضم الراء وكسرها" ؛ وينبري المفكرون والمبدعون إلى صدارة المشهد وإدارة المرحلة القادمة ؛ من أجل خلق واقع جديد كما ينبغي أن يكون ومغايراً لما هو قائم .
واقع جديد يبنى على أسس منهجية علمية مدروسة بدقة لمستقبل أفضل يلبي طموح وتطلعات الأجيال القادمة ويتجاوز الماضي البغيض بكل تعقيداته وأعبائه وجميع أشكاله وأدواته وعاهاته وشخوصه المتكلسة .
فالدولة التي نناضل من أجل إقامتها ؛ ليست مجرد سلطة ونفوذ وإمتيازات ومنصب رفيع ، بل هي تلك الدولة المسلمة العقيدة_العربية الإنتماء_القومية الأبعاد والتوجهات_الإنسانية الآفاق_الديمقراطية المحتوى_الدولة الحرة_المستقلة .
دولة المجتمع المدني القائمة على المؤسسات ؛ دولة شيخها النظام وسيدها القانون ولا ولاية فيها إلا للشعب صاحب المصلحة الحقيقية والقائد والمعلم .
دولة يصنع فيها التقدم الشامل والعدل الدائم والرخاء المتجدد بحشد كل الإمكانات والطاقات للإنتقال مما هو قائم إلى ماينبغي أن يكون ، بالأمل والعلم والعمل .
وهنا لابد من التأكيد أن مشروع الدولة المدنية في اليمن ؛ لن يكون إلا بمشروع وطني جامع ؛ قائم على قاعدة الأرض والإنسان ، يحقق [(الوحدة والإستقلالية والمشاركة)] وهو المشروع الذي سيكتب له النجاح في آخر المطاف .
أما التمترس خلف مشاريع مناطقية_طائفية_فئوية ؛ تختزل فيها الوطن فمآلها الفشل .
ولن يصل إلى خط النهاية غير الأسوياء ..