هل نجح حزب الإصلاح في مهمة تمييع ساحة الحرية بتعز !!

الثلاثاء 27 أغسطس 2019 - الساعة 03:39 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - خاص

 


تكتسب ساحة الحرية بتعز أهمية خاصة في الفعل الثوري اليمني والعربي باعتبارها واحدة من أهم ساحات وميادين الربيع العربي، وباعتبارها شرارة الثورة الشبابية الشعبية 11 فبراير في اليمن، والتي كان لها الدور الأبرز في اسقاط المخلوع علي صالح. 

ولعل الدور الذي لعبته ساحة الحرية في ثورة فبراير والمراحل التي تلتها قد أضاف إلى رصيد أهميتها باعتبارها صانعة للفعل الثوري ومحددة لمساراته من أجل صناعة تغيير جذري ديمقراطي شامل في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، ولتكتسب بذلك قداسة ومكانة خاصة في قلوب اليمنيين بمن فيهم أولئك الذين كان لهم مواقف ومآخذ على ثورة فبراير. 

لكن هذه المكانة المميزة لساحة الحرية قد تعرضت لمحاولات تمييع ممنهجة من قبل حزب الاصلاح الذي عمل على تحويل الساحات والميادين من صانعة للفعل الثوري المدني إلى وسائل استغلال للدين في خدمة السياسة، واضفاء الجانب الديني على الفعل السياسي لساحة الحرية والذي مثلته الساحة في صورته المدنية بأروع ما يكون، حيث تم تحويل الساحة إلى مصلى ليوم الجمعة يتم فيه اضفاء الجانب الديني المقدس على الأراء السياسية للتجمع اليمني للإصلاح - الجناح السياسي لحركة الاخوان المسلمين في اليمن - وبالتالي إضفاء صفة الحلال والحرام على المواقف السياسية ومنحها طابع القداسة الذي يقسم المجتمع إلى مسلمين وكفار، وأتباع للجنة وأتباع للنار. 

وقد عكف حزب الاصلاح على دعوة أعضائه أسبوعيا لأداء صلاة الجمعة في ساحة الحرية، واطلاق اسم ما على الجمعة يتوافق مع أهداف ومصلحة الحزب وقضاياه الملحة، وكذلك يتم تحديد خطيب الجمعة من داخل مقر الحزب وإعداد الخطبة داخل المقر، بالإضافة إلى تحديد شعارات مكتوبة يتم رفعها خلال الصلاة وكذا شعارات يتم الهتاف بها عقب الصلاة التي يتم تغطيتها بالغالب من قبل قناة ”يمن شباب” الممولة من قطر، وهكذا يبتز الاصلاح بقية القوى السياسية والاجتماعية والأنطمة والدول باسم الدين. 

هذا الاستغلال السمج لساحة الحرية جعلها تعيش الكثير من المفارقات وفقا لما رسمه وحدده حزب الاصلاح، وهي مفارقات تغيرت فيها المواقف وبلغت مبلغها من الغرابة وفقا لمقتضيات مصلحة الحزب الذي يعتاش منذ تأسيسه على الفتوى الدينية، واستغلال تقديس المجتمع المحافظ لكل فكرة ذات طابع ديني. 

من المفارقات الغريبة أن حزب الاصلاح قد قام برفع صور السلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان خلال صلاة الجمعة قبل عام من الان وبالتحديد منتصف أغسطس من العام الماضي تعبيرا عن شكرهم وامتنانهم لما قدمته السلطنة لجرحى المدينة على حد ما وصف المصلون الذين وصفوا مواقف السلطان قابوس بالإنسانية.

والمفارقة أن هذا التجمع هو أول تجمع في العالم يتم فيه رفع صور السلطان قابوس والاشادة به سياسيا، وهو المعروف بالتواري عن أي أحداث سياسية، لكنها سياسة الاخوان المسلمين في استغلال الدين لخدمة مصالح الجماعة. 

ومن المفارقات والتناقضات التي شهدتها ساحة الحرية وكشفت عن انتهازية حزب الاصلاح هو احتفاؤها باليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ورفعها لافتات تشكر ما قالت إنه الدور الإماراتي الشجاع في عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل ضمن التحالف العربي لإنقاذ اليمن، وترديد شعارات تحيي أولاد زايد الخير والعطاء على الدور الإنساني الذي تقدمه الإمارات لمساعدة الشعب اليمني، ورفع صور الشيخ زايد آل نهيان والشيخ خليفة بن زايد وولي عهده، قبل أن يتم مهاجمة الامارات من قبل نفس الأشخاص وفي نفس الساحة ورفع شعارات تصف دولة الامارات بأنها احتلال، وترديد هتاف ”يا بن زايد يا محتل ،، والله والله بترحل”.

حزب الاصلاح استغل ساحة الحرية لابتزاز المحافظ السابق الدكتور أمين أحمد محمود تحت شعارات المطالبة بحقوق الجرحى ورواتب الموظفين وغيرها، كما استخدمها للتحريض على رفقاء السلاح الذين بات يصفهم بأنهم خارجون عن القانون، لمجرد التقارب القطري الايراني والذي انعكس على تقارب حوثي إصلاحي. 

ويرى مراقبون أن سلوك حزب الاصلاح هدا يجسد نفوذ الأحزاب والجماعات الدينية وسطوتها في مواجهة القوى المدنية، واستغلال الدين لخدمة السياسية، كما يعد بمثابة استهداف ممنهج للمشروع المدني في تعز من خلال القضاء عليه لصالح المشروع الديني المتطرف والانتهازي، وقبل هذا وذاك تمييع لرمزية ساحة الحرية ودورها النضالي في ثورة فبراير والتي كانت الساحة بمثابة شرارتها الأولى والتي بعثت بإشعاعها إلى ساحات الحرية وميادين التغيير في كل اليمن. 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس