صنعاء لهب الزيدية السياسية تجاه الخمينية..!
الاثنين 04 سبتمبر 2023 - الساعة 12:23 صباحاً
خالد بقلان
مقالات للكاتب
لا يمكن قراءة خطاب الزعيم القبلي صادق امين ابو رأس في الذكرى الـ 44 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام الا انه خروج الخلاف الحاد الى العلن بين اقطاب سلطة أمر الواقع في صنعاء ، ظهر ابو رأس وهو زعيم قبلي لأحد اهم واقوى القبائل في شمال الشمال " بكيل" و هو رئيس المؤتمر الشعبي العام ويمثل كتلة الكبيرة والوازنة في البلاد ، وهي الكتلة الاكثر حضوراً وتأثير وتغول في مناطق سيطرة الحوثي لانها الدولة العميقة..!
بداء ابو رأس خطابه بالترحم على ما اسماهم الشهداء بدءً من 2011 و هنا دلاله واضحة ورسالة سياسية عميقة وجهها للقوى الوطنية ولسان حاله يقول ان حالة الانقسام السياسي في أطار النظام الحاكم او السلطة كان مدخلاً لسقوط الجميع ، وظهور مشروع جديد دخيل حتى الزيدية السياسية و قبيلتها و جغرافياتها ترى ان الخمينية التي يمثلها الحوثي تتعارض مع الزيدية السياسية و طريقتها في إدارة الصراع والسلطة و النفوذ..!
كلام رئيس المؤتمر و نائب رئيس مجلس الحكم في صنعاء يمثل القبيلة _ المؤتمر في آن لا يخلوا من حالة الامتعاض من وجود المشاط كرئيس وهو القادم من خارج القبيلة الزيدية التي تمثلها همدان بن زيد " حاشد_ بكيل" المشاط من خولان بن عامر ...قضاعة حمير وهم ذخيرة عبدالملك الحوثي وحاضنته الاكثر ولاء وثقة وامتيازات..!
يمكن القول ان خطاب ابو رأس تعبير حقيقي عن حالة صراع عميق في اطار سلطة انقلابية ترى منظومة الدولة العميقة ان الحوثية بحالتها الصعداوية عنصر دخيل غير مسيس ويمتاز بطابع متعجرف وحاد بعكس ما يمثلوه الآخرين من وجهة نظرهم..!
وهذه طبيعة اي تحالفات حربية مثلت حالة احتشاد عصبوي له اهدافه ومسبباته وابعاده المناطقية والمذهبية والسياسية والقبيلة ، عند اول محطة تسوية او نقاشات تطراء الصراعات، الى جانب اسباب موضوعية وهي ان الحوثية امتداد للخمينية التي ترى فيها الزيدية السياسية حالة دخيلة وغير قابلة لتطبيق من جوانب متعددة.
كما ان ذهاب الحوثي " كتلة صعدة" لحوارات احادية بشكل منفرد دون وضع اعتبار لشركاءهم شكل حالة من الصدمة لتيار ابو رأس المؤتمري_ القبيلي ووضع الف علامة إستفهام خصوصاً بعد إستئناف المملكة و إيران العلاقات الدوبلوماسية ، مما يؤكد لمنظومة صنعاء ان كتلة صعدة تذهب خلف طهران خطوة بخطوة وهذا ما يدركه القاصي والداني..!
كما ان الهدنة و زيارة الوفد العماني-السعودي لصنعاء في رمضان المنصرم انهاء حالة الحرب واسقط شماعة العدوان والحشد والجباية والقمع والنهب تحت شعار العدوان...!
ومن هنا بدأت الاستحقاقات والمطالب بالرواتب والشراكة في السلطة ، مؤتمر صنعاء و القبيلة ترى انها قدمت تضحيات في مرحلة المواجهة ، و الآن انتهاء مسمى عدوان وجبهات ومن الضروري ان يكونوا شركاء في السلطة و يحصلوا على رواتب والخ..!
وهذا ما يرفضه الحوثيين " كتلة صعدة" و ذهاب المشاط لصعده قبيل امس واختياره لمسجد الهادي الرسي ليخطب فيه كانت رسالة واضحة اننا نمثل الجارودية والهادوية وهي رسالة سياسية يحاول و يزعم انهم يمثلوا مشروع عمره 1200 عام وهو قد يكون فيه جزء من المنطق لكن الحقيقة تنسفه وتؤكد انهم امتداد للخمينية على غرار حزب الله في لبنان ...!
لا شك ان الحوثيين يعانوا ، وفي ازمة وحالة صراع الاقطاب تعيشها الجماعة ، والتعامل مع هذه الحالة من قبل مجلس القيادة والتحالف يجب ان يكون بنفس طويل وتسويف واللعب على عامل الوقت والتركيز على تمديد الهدنة ورفع القيود على الصادرات النفطية ومن ثم بحث مسائل مثل الرواتب والخ.
لأن اي تنازل او الانخراط في نقاشات جدية في هذا التوقيت هو بمثابة انقاذ للحوثية ومنحها حصراً حكم شمال الشمال ونسف الآخرين بما فيهم حلفاءها من قبائل و المؤتمر الحزب الذي يمثل البرلمان في صنعاء ومؤسسات اخرى منحتهم غطاء سياسي وشرعنت لهم حالة اختطاف السلطة وتبديد العملية السياسية آنذاك....!