جامعة صنعاء: من منارة للعلم إلى غنيمة للصعاليك والسلاليين جماعة الرسي وزبنيتهم

الاحد 11 أغسطس 2024 - الساعة 09:19 مساءً

 

منذ تأسيس جامعة صنعاءعام 70 م  على يد نخبة من الشرفاء بقيادة رجالات الدوله ، كانت الجامعة صرحًا علميًا واعدًا يحمل آمال اليمن في النهوض والتطور الأكاديمي. عملتُ في هذه الجامعة منذ عام 1980 كموظفة وأكاديمية وباحثة، وشهدت تطورها الكبير والإنجازات التي حققتها على مدار العقود. لكن مع مرور الوقت، أصابني حزن عميق لما آلت إليه الجامعة من انحدار متسارع.

 

في السنوات الأخيرة، شهدت الجامعة تحولًا دراماتيكيًا، حيث تم فصل أعضاء هيئة التدريس والموظفين الأكفاء واستبدالهم بعناصر تنتمي للسلالة الفارسية والطائفية العنصرية التي تفرض نفوذها بقوة السلاح. استبدلت الكفاءات الوطنية بكوادر مرتبطة ببلاد فارس والحرس الثوري، مما أدى إلى تحويل الجامعة من مركز علمي رائد إلى منصة للترويج للطائفية والتفرقة. بل وصل الأمر إلى استبدال أسماء قاعات الجامعة بأسماء غريبة لا تمت للعلم أو لمصلحة الطلاب.

 

ما هو أكثر إيلامًا هو عملية اغتصاب المساحات الكبيرة من أرضية جامعة صنعاء تحت مسميات الاستثمار. فقد تحولت الأراضي التي كانت تُعتبر جزءًا أساسيًا من البنية التحتية للجامعة إلى سلع تُباع وتُستغل لأغراض شخصية ، وأمامية قذره . بدلاً من استثمار هذه الأراضي في تطوير الجامعة وتعزيز قدرتها على تقديم تعليم عالٍ ومتميز، أصبحت تُباع وتُستغل لتحقيق مكاسب خاصة، مما يُحرم الجامعة من الإمكانيات التي تحتاجها للنمو والتطور.

 

هذه التحولات المؤلمة لا تُعد تعديًا على صرح أكاديمي فقط، بل هي محاولة ممنهجة لتدمير هوية اليمن ونهب مستقبله التعليمي. فإن لم نتحرك جميعًا لحماية ما تبقى من هذه المؤسسة العريقة، فإننا نعرض الأجيال القادمة لخطر فقدان أحد أعظم إنجازاتنا الوطنية. يجب على جميع المعنيين من أكاديميين ونخب سياسية ومجتمعية أن يتخذوا خطوات جدية للحفاظ على الجامعة من التدمير الممنهج والتلاعب بممتلكاتها.

 

ندعو كل من لديه ضمير ومسؤولية وطنية إلى التحرك سريعًا لإنقاذ جامعة صنعاء من براثن هؤلاء الصعاليك والسلاليين، الذين حولوا صرحًا علميًا عريقًا إلى سوق للمضاربات والسمسرة، وضيعوا على الأجيال القادمة فرصة الحصول على تعليم متطور وبيئة تعليمية صحية.

 

▪︎ اكاديمية ودبلوماسية سابقا 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس