الدور التركي في دعم جماعات خارج سيادة الدول ..اليمن نموذجًا

الاربعاء 16 أكتوبر 2024 - الساعة 09:38 مساءً

 

تركيا في السنوات الأخيرة تبنّت سياسة توسعية تعتمد على النفوذ السياسي والدعم العسكري لجماعات في مناطق الصراع خارج سيادة الدول، وهو ما يشكل جزءًا من استراتيجيتها لتعزيز دورها الإقليمي. اليمن يمثل أحد الأمثلة الواضحة لهذه السياسة، إذ توجد إشارات على دعم تركيا لجماعات معينة تحت ذرائع مختلفة، منها تقديم المساعدات الإنسانية أو الدفاع عن حقوق الأقليات الإسلامية، إلا أن هذا الدعم يتعدى تلك الأطر ليدخل في سياقات سياسية وعسكرية.

 

1. دعم الجماعات المسلحة خارج سيادة الدول:

تركيا دعمت العديد من الجماعات في سوريا وليبيا واليمن ، وهي جماعات تقف في مواجهات مع أنظمة الدول القائمة أو في صراعات مع القوى الإقليمية الأخرى. هذا الدعم يأتي أحيانًا بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال توفير التدريب أو التمويل أو الدعم اللوجستي، وهو ما يؤثر على سيادة تلك الدول ويعقد الأوضاع الداخلية.

 

2. اليمن كنموذج للتدخل التركي:

في اليمن، تركيا سعت لتوسيع نفوذها تحت غطاء الدعم الإنساني والإغاثي، إلا أن بعض التقارير تشير إلى وجود دعم لجماعات معينة تحظى بتوجهات سياسية متعاطفة مع الأجندة التركية. هذا الدعم يتناغم مع نهج تركيا في استخدام الجماعات المسلحة لتحقيق مصالح جيوسياسية، كما فعلت في سوريا وليبيا، حيث استخدمت أدوات القوة الناعمة إلى جانب الدعم العسكري لتعزيز نفوذها.

 

3. تداعيات التدخل التركي:

التدخلات التركية، سواء المباشرة أو غير المباشرة، تساهم في زيادة الفوضى في مناطق النزاع، ما يؤدي إلى إضعاف سيادة الدول وتفاقم الانقسامات الداخلية. في اليمن، هذا التدخل يزيد من تعقيد الصراع السياسي والعسكري، حيث تدعم تركيا جماعات لها أهداف تتقاطع مع مصالحها الإقليمية. هذا من شأنه أن يؤثر على استقرار اليمن ويفتح الباب أمام مزيد من التدخلات الأجنبية.

 

4. الدور التركي في إطار مشروع الإسلام السياسي:

تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان تتبنى توجهًا داعمًا لجماعات الإسلام السياسي في العديد من الدول، ويبدو أن هذا الدعم يمتد إلى اليمن عبر دعم بعض الفصائل التي تتبنى نفس التوجهات الفكرية، ما يربط اليمن ببقية خرائط النفوذ التركي في الشرق الأوسط.

 

التدخل التركي في اليمن يعكس سياسة متكررة لتركيا في دعم جماعات خارج سيادة الدول لتعزيز مصالحها الإقليمية. هذا النهج يزيد من تعقيد المشهد اليمني ويؤثر على استقرار المنطقة ككل، ما يدعو لمزيد من الحذر في التعامل مع التدخلات الخارجية في الدول الهشة.

 

▪︎ اكاديمية ودبلوماسية سابقاً 

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس