الحركة الشيرازية والتشيع اللندني: أذرع إيران لتوسيع النفوذ في اليمن

الاثنين 28 أكتوبر 2024 - الساعة 09:48 مساءً

 

الحركة الشيرازية هي حركة شيعية تستند إلى أفكار المرجع الشيعي محمد الشيرازي، الذي عُرف بدعوته إلى إقامة حكومة إسلامية عالمية وإلى العمل الثوري والسياسي لتحقيق هذا الهدف. بدأت الحركة بنشاط في العراق وإيران، ثم توسعت لتشمل مناطق أخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك اليمن، عبر جماعات شيعية تتبنى نهجها.

 

في صنعاء واليمن عمومًا، تسعى الحركة الشيرازية إلى نشر الفكر الشيعي بطابعه الثوري المعارض، وتستفيد من الانقسامات السياسية والاجتماعية لنشر نفوذها. ومع تصاعد النفوذ الإيراني في اليمن، استفادت الشيرازية من الدعم الإيراني لتعزيز حضورها، ما أدى إلى توسيع نطاق عملها داخل اليمن عبر التعليم الديني، والأنشطة الاجتماعية، والإعلام.

 

العلاقة مع الحركة الخمينية

 

الحركة الخمينية، التي أسسها آية الله الخميني في إيران، تهدف إلى تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية إلى الدول الإسلامية الأخرى، وترى في ذلك واجبًا دينيًا وسياسيًا. على الرغم من بعض الاختلافات العقائدية والتنافس داخل الحوزات العلمية، تتلاقى الشيرازية والخمينية في أهداف مشتركة، خاصة في توسيع النفوذ الإيراني وتبني مواقف مناهضة للأنظمة السياسية التي تعتبرها “معادية للإسلام” وفق رؤيتهما.

 

في اليمن، تمثل جماعات الحوثيين ذراعًا للحركة الخمينية، فيما تعمل الشيرازية أحيانًا بشكل موازي لنشر الفكر الشيعي وتعزيز النفوذ. توزيع الأدوار بين الخمينية والشيرازية يتيح لهما الوصول إلى شرائح مختلفة من المجتمع، فبينما تعتمد الخمينية على الجماعات المسلحة وأطر التنظيمات السياسية، تتوجه الشيرازية نحو النشاط الاجتماعي والدعوي، مما يوسع قاعدة النفوذ الإيراني.

 

التشيع اللندني

 

“التشيع اللندني” هو مصطلح يشير إلى تيارات شيعية تُعتبر أكثر مرونة وليونة من التيارات الثورية، وتُستخدم لندن كمنصة لها، إذ توجد فيها مؤسسات إعلامية ودعوية تتبنى خطابًا شيعيًا “غير تصادمي”. ويدير هذه المنصات رجال دين وشخصيات إعلامية تنشر الفكر الشيعي بين الجاليات المسلمة في أوروبا.

 

التشيع اللندني يقدم الخطاب الإيراني بأسلوب يبدو أكثر اعتدالًا، ويعزز أهداف إيران في المنطقة، لكن بلهجة غير ثورية، مما يجعله مناسبًا لاجتذاب فئات متباينة من المجتمعات الإسلامية، ويعمل في بعض الأحيان على تهدئة الرأي العام وإخفاء الدور الثوري. وبهذا، يمكن لإيران استغلال التشيع اللندني لتحقيق “ازدواجية في التأثير”؛ إذ تجذب الخطاب المعتدل في الغرب، بينما تدعم العمل الثوري المباشر في مناطق أخرى مثل اليمن.

 

التفاعل والتكامل بين الأطراف الثلاثة

 

تلعب الحركات الثلاث دورًا متكاملاً في نشر النفوذ الإيراني، إذ:

 

الحركة الشيرازية تعمل على تعزيز المذهب الشيعي بشكل ثقافي واجتماعي، وتستخدم القوة الناعمة لجذب اليمنيين نحو الفكر الشيعي.

• الحركة الخمينية تعمل بوسائل القوة السياسية والعسكرية، مثل دعم الحوثيين في اليمن، مما يمنحها نفوذًا مباشرًا في الصراع القائم.

• التشيع اللندني يقدم صورة معتدلة للشيعة، مما يتيح لإيران توسعًا ناعمًا بين الجاليات المسلمة في الغرب.

 

بهذا التكامل، تستفيد إيران من تعدد الاستراتيجيات وتوظيف مختلف الأدوات لتحقيق أهدافها، حيث يمكن لكل طرف أن يلعب دوره المحدد، لكنهم يعملون جميعًا ضمن إطار برنامج موحد لتعزيز المشروع الإيراني في المنطقة.

 

▪︎ اكاديمية ودبلوماسية سابقا 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس