التنظيم الناصري ينعي وفاة عقيلة قائد محاولة الانقلاب ضد المخلوع صالح - (نص البيان)
الاربعاء 03 مايو 2017 - الساعة 02:14 صباحاً
المصدر : خاص
نعى التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في اليمن وفاة أرملة الشهيد عيسى محمد سيف أحد قادة التنظيم التي وافتها المنية في وقت متأخر من مساء أمس بالعاصمة صنعاء.
وسرد التنظيم في بيان النعي مواقف الراحلة / منيرة عبده محمد الراشدي منذ إعدام المخلوع صالح لزوجها الشهيد عيسى محمد سيف في سبعينات القرن الماضي.
وقاد الشهيد عيسى محمد سيف وعدد من قيادات التنظيم وقيادات في الجيش حركة في الخامس من اكتوبر عام 197 بهدف الاطاحة بحكم المخلوع صالح بعد ثلاثة أشهر من توليه الحكم انتقاما لمقتل الرئيس ابراهيم الحمدي والذي يعد صالح من ابرز المتهمين في اغتياله.
لكن فشل الحركة اسفر عن القبض عليه وعدد من رجالات الحركة وقيادات التنظيم وإعدامهم واخفاء أماكن دفنهم حتى اليوم .
نص بيان النعي
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمُئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)
في هذه الليلة المباركة من شهر شعبان العظيم، زَفَّت ملائكة الرحمن روح المناضلة الجسورة الطاهرة (منيرة عبده محمد الراشدي) إلى عشها الأبدي، ليتسقر مقعدها في الفردوس الأعلى إلى جوار حبيبها وزوجها في الدنيا والآخرة: الشهيد عيسى محمد سيف، القائد والمفكر المؤسس للتنظيم الناصري في إقليم اليمن، وأبرز المؤسسين لتنظيم الطليعة العربية.
وبهذا العرس الملائكي المهيب، يكون الله سبحانه وتعالى قد أنفذ إرادته، بالجمع بين روحي الحبيبين (عيسى ومنيرة) في عليين، رغما عن أنوف الجلادين الفاسدين، الذين لم يكتفوا بالتفريق بين روحيهما وجسديهما في الدنيا باغتيال حلم الناصريين وأملهم في رد الاعتبار للشعب والوطن اليمنيين، وللمشروع الحضاري العربي، وذلك بإعدام زوجها الشهيد القائد وأخوته الأبطال، واخفاء جثامينهم الطاهرة حتى اليوم، وإنما حرموا الطاهرة (منيرة) حتى من معرفة المكان الذي أخفى فيه المجرم المخلوع علي عبد الله صالح وعصابته نصفها الآخر، لتتمكن من زيارته وقراءة الفاتحة على روحه كما تفعل زوجات الشهداء الوفيات في الدنيا، حتى يتوفاهن الله فيجتمعن بهم في الآخرة.
لقد ضربت أم الناصريين الطاهرة (منيرة الراشدي) أروع الأمثلة في الصبر الشاكر إزاء مصابها الشخصي ومصاب الناصريين عموما، عندما قرر المخلوع تنفيذ قرار محكمة أمن الدولة الظالم والجائر بحق حبيبها وأخوته، معمِّدة صبرها بتحديها للسفاحين، من خلال توجيه الصفعات لهم كلما زارت ضريح الشهيد إبراهيم الحمدي، عوضا عن ضريح زوجها المخفي، لتقرأ الفاتحة على روحه وأرواح كل الناصريين مناجية في كل مرة أخاه في النضال والشهادة (إبراهيم الحمدي) أن يوصل سلامها لحبيبها أبي حمدان.
كما ضربت العروس (أم حمدان) أروع الأمثلة في النضال والتضحية، وهي تنذر ربيع شبابها وخريفه، لتنشئة فلذتي كبدها (حمدان ومريم) وتأهيلهما ليكونا خير خلف لخير سلف، ويشكلا امتدادا مشرفا لأبيهما، والمضي في درب النضال الناصري الذي دشنه القائد وزينه وعطره بدمه الطاهر.
ضربت (أم حمدان ومريم) أروع أمثلة الزهد عن زُخرف الحياة التي كانت متاحة أمامها، لو أنها سقطت كما سقط البعض في شراك وضعها قتلة أزواجهن في طريقهن، ففضلن أن يأكلن أشلاء أزواجهن ويرتشفن دماءهم، التي سفكها السفاحون، مضحيات بالأجر العظيم الذي وعد الله به الصابرات، الحامدات، الشاكرات، الحافظات. بينما اختارت أم الناصريين (منيرة الراشدي) بدون تردد شظف العيش وقهر الزمان، لتنال رضا بارئها، الذي عصم قلبها بالصبر، ورضا زوجها القائد، الذي غرس في قلبها الشرف والعزة والكرامة، وهي بدورها حافظت على تلك القيم السامية، وحفظت الأمانة حتى زفت مرة أخرى وأخيرة إليه في جنة الخلد.
وإزاء هذا الحدث الجلل لا يسع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري - قيادة وقواعد وأنصار إلا ان يرفعوا أكف التضرع إلى المولى عز وجل أن يتقبل أم الناصريين بواسع رحمته ويسكنها فسيح جنانه إلى جوار بعلها القائد الخالد عيسى محمد سيف، كما يتقدم التنظيم بأصدق التعازي وأرق عبارات المواساة للأخوين المناضلين عيسى ومريم، راجيا من الله أن يعظم لهما الأجر وأن يعصم قلبيهما بالصبر والسلوان. وأن يهديهما إلى الصراط المستقيم الذي سلكه أبويهما.
وفي ذات السياق يعزي التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري جميع قياداته وكوادره في كافة المستويات، بسمو أمهم (منيرة الراشدي) إلى الملكوت الأعلى، حاثا الجميع ألا يغفلوا أبدا ما عاشوا عن الترحم وقراءة على روحها وعلى أرواح كل أمهات وزوجات الناصريين اللائي التحقن بأحبابهن في عليين، وهن على ذات الصراط .
ويدعو التنظيم من بقي من زوجات شهدائه الخالدين بالتأسي بسيرة الراحلة (أم حمدان) والبقاء على العهد مع شهدائنا حتى يلقينهم في الفردوس الأعلى -بعد عمر مديد- وهم راضين عنهن، وسيجزي الله الصابرات الحامدات خير جزاء.
سلام عليكِ يا أم الناصريين! وهنيئا لك الجنة خالدة فيها راضية مرضية، مع الخالدين الناصريين إلى جوار قائدهم حبيبك الشهيد عيسى محمد سيف، لتبلغيه منا السلام مؤكدين له بأن بذرته تنمو باضطراد، وأن من حملوا الرسالة من بعده ماضون في النضال حتى تحقق النصر للقيم العربية والإسلامية، وإعادة الروح للمشروع الحضاري العربي.
صادر عن الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري.
صنعاء- فجر الثلاثاء 2 مايو 2017م الموافق 5 شعبان 1438