المعركة المؤجلة للزير سالم

الاحد 30 سبتمبر 2018 - الساعة 08:22 صباحاً

 

قبل ثلاثة أشهر ومع بداية تفجر المواجهات بين الاصلاح والسلفيين بتعز ، كتبت أتمنى لو أن أبوالعباس يتوارى من المشهد.

لم يكن ابوالعباس الا بالون اختبار لقياس قدرة الاصلاح على فرض سيطرته على تعز التي يراها أخر ورقة يمكن ان تضمن له حضورا في اي تسوية سياسية قادمة.

يدرك الحزب ان عودته للجنوب باتت صعبة ، وان ساحة السيطرة الممكنة له هي الشمال لكن هذه الساحة يسطر الحوثي على غالبيتها حتى اليوم والمحرر منها في مأرب والجوف لا يضمن الاصلاح سيطرته عليها فهي سيطرة بوجاهات قبلية وليست عبر عناصره العقائدية.

الحديدة والساحل الغربي اوكل التحالف مهمة تحريرها للجنوبين وقوات طارق ، لذا فأن الحصى الهامة المتبقية من الشمال هي تعز .

حين تمنيت ان يتوارى ابوالعباس عن المشهد ، قلت بان ذلك سيجعل الاصلاح عاريا فمن تبقى في قائمة خصومه في تعز يمثلون الدولة وهم المحافظ وقائد اللواء 35 مدرع عدنان الحمادي.

وهو ما تحقق فعلا ، ولم ينتظر جيش الزير سالم اياما بعد ازاحة ابوالعباس من المشهد حتى بدأت المعركة تتجه نحو المحافظ ووصلت حد الاعتداء على حراسته ، توقفت هذه المعركة مؤقتا بسبب صمود المحافظ.

لينتقل الاصلاح اليوم معركته نحو العميد عدنان الحمادي ، او بالاصح دشن معركته المؤجلة ضد آخر تشكيل عسكري خارج بيت الطاعة للزير سالم.

هذه المعركة بدأت مع بداية سيطرة الاصلاح على قيادة المحور لتشن حربا ادارية ومالية وصلت حد نقل المئات من عناصر اللواء وتوزيعها على الالوية الاخرى ، طبعا من اصل 40 الف جندي في كشوفات محور تعز لا يزيد قوام اللواء35 عن 4 الف جندي فقط.

هذه الحرب لم تعد صالحة بعد قرار الرئيس هادي فصل اللواء عن المحور وربطه مباشرة مع المنطقة العسكرية الرابعة.

هذا القرار الذي جاء بضغط من التحالف تصاحب مع زيارة نادرة قام بها قائد القوات السعودية الى ريف تعز ولقاءه بالحمادي والاعلان عن نية التحالف انشاء معسكر متقدم باحدى المناطق الخاضعة لسيطرة اللواء وعقب الزيارة باسابيع اعلن عن تخرج كتبية من اللواء تلقت تدريب خاص تحت اشراف التحالف بعدن .

كانت هذه مؤشرات واضحة على نية التحالف الارتكاز على اللواء للاشراف المباشر على ملف تحرير تعز، ليجن جنون جيش الزير سالم.

لتنتقل الحرب الى شكل آخر من خلال محاولة ايجاد تشكيلات عسكرية ونشرها حول مناطق سيطرة اللواء، وكان الهدف الواضح تطويق اللواء ومنع اي خط امداد مباشر من عدن.

لذلك كانت نواة تمركز ما يسمى باللواء الرابع مشاة في سائلة المقاطرة على خط التربة - عدن وموقع أخر لما يسمى باللواء الخامس حماية رئاسية لضمان محاصرة اللواء ومراقبة اي دعم قد يصل له.

وانتقلت المعركة الى قلب مناطق سيطرة اللواء 35 في الشمياتين بزرع معسكر تدريبي لهذا اللواء المزعوم في منطقة الاصابح، صاحبه محاولات لنشر عناصر تابعة للواء المزعوم في النقاط التابعة للواء35 على طريق تعز -عدن كمقدمة للسيطرة عليها.

، واليوم انتقل المخطط بشكل صريح للسيطرة على قلب ريف تعز وهي مدينة التربة لعزل قوة اللواء وحصرها في جبهة الصلو، جسدها الامر العملياتي للمحور بانسحاب اللواء35 من التربة وتسليمها للواء المزعوم الذي لم يصدر به وبقائده قرار جمهوري معلن ولم يحدد له نطاق انتشار والجبهات التي سيتولاها.

وحال هذا اللواء,كحال اللواء الخامس حماية رئاسية واللواء145 ، ظهرت فجأة دون قرار جمهوري معلن ودون تحديد لنطاق انتشارها ومهامها القتالية والجبهات التي ستقاتل فيها ضد الانقلابيين

قد تفشل هذه المحاولة في تحقيق اهداف الزير سالم هذه المرة ، لكنها ستظل جولة ضمن معركة مؤجلة لن تلغى الا باعادة هيكلة الجيش في تعز وتصحيح الكوارث التي صنعها الزير سالم واخوانه . 
هذا الحديث ليس دفاعا عن اللواء35 وقائده ، بل استشعارا لكارثية ان تنتصر مشاريع الفوضى والعبث الميلشاوي على النواة الحقيقة للجيش في تعز وربما في اليمن .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس