عن فضيحة صحيفة "ذا اتلنتك"

الخميس 27 مارس 2025 - الساعة 03:56 صباحاً

 

في الواقع التقرير الاخير لصحيفة ذا اتلنتك يستحق قراءتان :

القراءة الاولى سوف تشبع الغريزة السياسية و تنشغل بالمضمون الفضائحي عن تدهور عملية صناعة القرار في البيت الابيض . ومدى خفة فريق ترامب الشعبوي ، بالمقارنة مع يقظة الشيخ سلطان البركاني وحرصه الشديد على سرية مجموعة البرلمان اليمني في الواتساب!

 

اما القراءة الثانية ، و هي الاهم ، فسوف تركز على ما ورد من تفاصيل كاشفة في ثنايا المراسلات بخصوص تداعيات التصعيد الحوثي وملامح الاستجابة الامريكية . والتي يمكن اجمالها في ٦ نقاط:

 

١- التنسيق السياسي للعملية الامريكية في اليمن بدأ في ١١ مارس ، وهو  يوم اعلان الحوثي استئناف عملياته في البحر الاحمر ، وهذا يعني ان الدافع الرئيسي لواشنطن كان فعلا تامين الملاحة واستعادة الردع ، ولم يكن ثمة خطة مبيته لاستهداف اذرع ايران في المنطقة.

 

٢- المبادرة الامريكية الى ردع الحوثي ، هدفها ايضا لجم اسرائيل ، ومنعها من استغلال التصعيد القادم من اليمن كذريعة للعودة الى اشعال الاقليم بما يصب حصرا في صالح نتنياهو وبما لا يتسق حاليا مع حسابات ترامب. 

 

٣- تدخل امريكا في اليمن لا يعني بالضرورة انذارا بالحرب المباشرة ضد ايران ، وذكر طهران المفرط في تصريحات ترامب كان ضرورة دعائية  لتبرير القرار امام الراي العام الامريكي الذي يجهل من هم الحوثيون و يصعب ان يقتنع بجدوى محاربتهم . وهذا يفيد بان رهان ترامب على الصغط الاقصى اقتصاديا و فتح قنوات التواصل الديبلوماسية مع طهران ما زال راجحا.

 

٤- اندفاعة واشنطن بخصوص تأمين الملاحة لا تعني تغييرا في موقف ترامب تجاه اوروبا وقضية اوكرانيا.بل قد تكون ورقة مساومة لابتزازها.

 

٥- مصر هي المتضرر الاكبر من عمليات الحوثي ، وستحاول واشنطن ابتزازها مقابل تقويضه. وهذا يوكد ان تصعيد الحوثي لا يساند المقاومة في غزة بقدر ما يضعف الموقف العربي والفلسطيني الساعي الى وقف الحرب و  تزخيم خطة اعادة الاعمار.

 

٦- ثمة تغير نسبي قي الموقف الامريكي من امن الخليج ، و الذي اصبح احدى اولويات ترامب.وبالتالي فان ذلك يرفع من المخاطر المترتبة على استهداف السعودية  ، وهو ما لوحه به الحوثيون موخرا ردا على قرارات البنوك التجارية بالانتقال الى عدن.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس