انصروا المعلم قبل أن يُصبح التعليم ذكرى

الاثنين 14 ابريل 2025 - الساعة 06:54 مساءً

 

أيها المعلمون... يكفي إضرابًا، فلم يعد لديكم ما تخسرونه. اخرجوا من مساكنكم التي لم تعد تُسكن، وافترشوا الأرصفة، فالإيجارات صارت حلمًا بعيدًا.

 

البسوا ما يستر عوراتكم من بقايا ملابس، أو حتى "قراطيس"! ولا تخشوا الحفاة، فالمشي بلا أحذية — كما يُقال — يُقوي الأقدام!

 

ابحثوا عن لقيماتكم في براميل القمامة، خاصة تلك القريبة من المطاعم الفاخرة، فربما وجدتم ما يُسكت بعض جوعكم.

 

استخدموا حمامات المساجد للوضوء والاغتسال، فالماء أصبح رفاهية، وراتبكم — إن وصل — لا يكفي لشراء مياه شرب نظيفة!

 

المهم أن يتعلم الأبناء!

المهم أن تحترقوا كالشموع حتى آخر قطرة!

المهم أن تموتوا جوعًا، عطشًا، ذلًا، بينما تُضيئون للآخرين طريقًا إلى المستقبل!

 

لكن السؤال الذي يُدمي القلب: بعد أن يلفظ آخركم أنفاسه — وأكثركم على أعتاب النهاية من شظف العيش — من ذلك التعيس الذي سيختار أن يكون معلمًا؟!

 

من سيلتحق بكليات التربية، التي صارت مقابر للآمال، بعد أن كانت يومًا زاخرة بأحلام المربين؟!

 

الويل... ثم الويل لأمة تموت أجيالها جهلًا! الويل لأمة تُجبر معلميها على التسول، بينما تُغدق على غيرهم بالعملات الصعبة!

 

المعلم ليس شمعة تُحرق فحسب، بل هو الشمس التي تُنير العقول، فكيف تُطفئونها بأيديكم؟!

 

انصروا المعلم قبل أن يُصبح التعليم ذكرى.لن يصلح التعليم إلا بيد تحترم صاحبها، وراتب يحفظ كرامته، فإذا انقطع رجال العلم، فمن سيُعلِّم أبناءكم؟!

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس