ضربات استراتيجية على المنظومة الاتصالية الحوثية

الاثنين 14 ابريل 2025 - الساعة 06:59 مساءً

 

في خطوة نوعية، قامت القوات الأمريكية في 11 أبريل 2025م بتنفيذ ضربات جوية دقيقة ضد البنية الاتصالية الحوثية، وهي واحدة من أضخم العمليات التي شهدتها الساحة اليمنية في الآونة الأخيرة. وقد استهدفت الضربة ثلاث محافظات رئيسية ذات أهمية استراتيجية: إب، وذمار، وعمران.

1. إب: تم استهداف شبكة اتصالات جبل الشماحي التي تُعتبر أحد مراكز التنسيق الحيوية لعمليات الحوثيين. هذه الضربة كانت لها تداعيات كبرى على قدرة الحوثيين في تنظيم وتحريك عناصرهم عبر مختلف الجبهات.

2. ذمار: استهدفت الضربة محطة إرسال عالية التقنية قرب مركز المحافظة، وهي نقطة محورية للبث المشفر والاتصال الداخلي. هذه العملية أدت إلى شلل مؤقت في أنظمة الاتصال الآمنة التي يعتمد عليها الحوثيون لتنسيق العمليات العسكرية.

3. عمران: استهداف موقع سري في منطقة شوابة كشف عن وجود غرفة عمليات ميدانية مشتركة قد تكون مرتبطة بمجموعات إقليمية مثل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، وهو ما يُعد دليلًا على تنسيق الوثيق بين الحوثيين وحلفائهم الإقليميين.

 

كانت هذه الضربة خطوة حاسمة في شل قدرة الحوثيين على التنسيق الميداني، حيث قطعت قنوات الاتصال المشفر بين صنعاء وصعدة من جهة، والجبهات الساخنة في مأرب وتعز والساحل الغربي من جهة أخرى. وقد تسببت هذه الضربة في حالة ارتباك داخلي غير مسبوقة، حيث أظهرت القيادة الحوثية عجزًا واضحًا في الرد الإعلامي، ما كشف هشاشة البنية الاتصالية للجماعة في ظل التقدم التقني الأمريكي.

 

من الناحية العسكرية، هذه الضربة تمثل نقطة تحول حاسمة في مسار المواجهات بين الولايات المتحدة والحوثيين. فهي لم تقتصر على تعطيل الأجهزة المستخدمة في توجيه الطائرات المسيّرة والصواريخ فقط، بل امتدت لتشمل تعطيل قدرات الحوثيين على تنفيذ هجمات بحرية ورصد السفن في البحر الأحمر، وهو ما أوقف عمليات إطلاق الصواريخ من هذه المناطق لمدة يومين.

 

الاستنتاج الاستراتيجي:

إن هذه الضربة تفتح أبوابًا جديدة من “حرب تقطيع الأوصال” ضد الحوثيين. بينما كانت الجماعة تعتمد على شبكة اتصالات معقدة لضمان التنسيق والقيادة، فإن الهجوم الأمريكي كشفت الثغرات التقنية والبشرية في هذه الشبكة. هذه التطورات تشير إلى تحول استراتيجي قد يفضي إلى مرحلة جديدة من الصراع في اليمن، حيث باتت القوات الأمريكية قادرة على توجيه ضربات مؤثرة تؤدي إلى شلل البنية العسكرية للحوثيين بشكل أكثر فاعلية.

 

▪︎ اكاديمية ودبلوماسية سابقاً 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس