سقوط الشجرة.. وسقوط الدولة

الثلاثاء 22 ابريل 2025 - الساعة 09:49 مساءً

 

 

الشجرة التي كانت تظللنا بكرامتها، سقطت.. ولم يبق إلا ذكريات الظل الوارف. 

 

اليوم، ونحن نشهد سقوط شجرة الغريب العتيقة، التي كانت رمزا للصمود والحياة، لا يسعنا إلا أن نرى في سقوطها مرآة تعكس سقوط دولتنا.. دولة كانت يوما حصنا للعزّة، فأصبحت غريبة في أرضها، مثل هذه الشجرة التي لم تستطع أن تصمد أمام عواصف الإهمال والنسيان.  

 

كيف لا؟  وقد صارت اليمن كالشجرة العظيمة التي تُقطّع غصنا غصنا.. كل يوم تُهان كرامتها، ويُسحق شعبها تحت وطأة الجوع والفاقة، بينما تُسرق خيراتها وتباد مستقبلات أجيالها.  

 

الشجرة سقطت.. والدولة سقطت.. ولكن الأكثر إيلاما أننا صرنا نبكي على سقوط الشجرة ولا نبكي على سقوط الدولة. 

 

لقد حولونا إلى أشباح نعيش بين الأنقاض.. أنقاض الأشجار، وأنقاض العدل، وأنقاض الحياة الكريمة. 

 

فكلما ستسقط شجرة، سنتذكر أن شيئا منا سقط معها.  

 

لكن.. كما تموت الأشجار وتُبعث من جديد، فسنبقى نؤمن أن شعبا عاش قرونا من المجد لن تودعه السنون إلى ظلام دامس، فمن جذور المعاناة، ستنبت أجنحة الأمل.  

 

الأجدر أن تبكي على نفسك أيها الرئيس الغريب عن وطنه، عوضا عن البكاء على شجرة الغريب التي ماتت بموت الدولة التي تدعي قيادتها.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس