عادل باحميد... من تسليم المدن للقاعدة إلى بيع أوهام "الحكم الذاتي"؟
الاثنين 28 ابريل 2025 - الساعة 09:01 مساءً
ما يحدث اليوم في حضرموت ليس سوى محاولة فجة لإعادة تدوير الفشل، بل وتسويقه على أنه "خبرة" و"اختصاص". كيف يُستدعى شخص كعادل باحميد – الذي لا تزال يده ملطخة بدم المكلا – للمشاركة في مناقشات مصيرية تتعلق بمستقبل حضرموت؟ بأي منطق سياسي أو أخلاقي يمكن تبرير ذلك؟ إن لم تكن هذه وقاحة سياسية فماذا تكون؟
هذا الرجل الذي سلّم حضرموت على طبق من ذهب لتنظيم القاعدة عام 2015، والذي غادر منصبه آنذاك تحت وابل من الاتهامات والتساؤلات، يخرج اليوم من ماليزيا – حيث فشل في إدارة أبسط مهمة دبلوماسية – ليقدم نفسه خبيرًا في الحكم الذاتي! وكأن الخيانة الإدارية تُكافأ بالترقية السياسية!
الاجتماع الذي دعا إليه الشيخ عمرو بن حبريش في 26 أبريل 2025، لمناقشة ملامح الحكم الذاتي، كان يفترض أن يكون منصة لاستشراف المستقبل، فإذا به يتحول إلى منصة لإعادة تدوير الماضي الأسود. مشاركة باحميد لم تكن سقطة فحسب، بل كانت إهانة مباشرة لذاكرة الحضرميين، ولدماء الشهداء الذين سقطوا نتيجة تفريطه وارتباطاته المشبوهة.
من يعرف طبيعة الرجل لا يُفاجأ؛ فهو انتهازي بالفطرة، محترف تملق سياسي، يلبس عباءة "الاستقلالية" حينًا و"الدين" حينًا آخر، وفق ما تقتضيه مصالحه. لا يحمل مؤهلاً علميًا معتبرًا، ولا يمتلك مشروعًا إلا إن كان اسمه "عادل باحميد". وخلال سنواته في ماليزيا، حول السفارة إلى وكر فساد وسمسرة، بحسب ما تؤكده عشرات الشهادات من أبناء الجالية.
الآن، وبعد أن انتهى دوره رسميًا كسفير، يحاول القفز إلى سفينة الحكم الذاتي. يبيع الوهم عن استثمارات حضرمية قادمة من جنوب شرق آسيا، ويخدع من لا يعرفه بالحديث عن "التجربة الماليزية". أي تجربة تلك التي فشل حتى في تمثيلها دبلوماسيًا؟ من لم ينجح في إدارة بعثة قنصلية لا يصلح لرسم ملامح كيان سياسي.
إن إشراك باحميد في مشروع الحكم الذاتي بمثابة تلغيم للمشروع من الداخل. هو ليس مجرد خطأ، بل جريمة سياسية تستهدف نزاهة الفكرة ومصداقية القائمين عليها. حضور هذه النوعية من الشخصيات هو ما يجعل الناس تفقد الثقة، وتبدأ في التشكيك في كل مشروع وطني.
رسالتي لمن بيدهم القرار: إياكم والرضوخ للابتزاز السياسي أو العاطفي أو القبلي. حضرموت ليست أرضًا سائبة ولا مشروعًا لمن يريد التربّح أو غسل سمعته. إن لم يتم تطهير هذا المسار منذ بدايته، فسنشهد ميلادًا مشوهًا لفكرة كانت تحمل أملاً، فتحولت إلى غطاء للرداءة والفشل المتجدد.
حضرموت تستحق من هو أنظف، أصدق، وأكفأ من أن يُختزل مستقبلها في رجل لفظه التاريخ... وعاد من نوافذ الطمع.