لماذا يرفض الحوثي إيذاء أمريكا؟

الثلاثاء 29 ابريل 2025 - الساعة 02:12 صباحاً

 

 

على هامش الاحتفاء الحوثي وانصاره بسقوط مقاتلة طائرة "إف 18" من على متن حاملة طائرات ترومان ، يتجدد السؤال : هل تملك جماعة الحوثي حقاً القدرة على الحاق الأذى عسكرياً بأمريكا؟

 

برأيي – كمعلومة وتحليل – الإجابة هي : نعم

 

جماعة الحوثي تملك من الأسلحة والأساليب ما يمكنها من الحاق الأذى عسكرياً بأمريكا والتسبب بسقوط ضحايا في صفوف جيشها

 

اذا .. لماذا ترفض القيام بذلك؟

 

الإجابة بسهولة انها تتصرف بذات الأسلوب الذي تتصرف فيه إيران بتجنب المواجهة المباشرة عسكرياً مع أمريكا او إسرائيل رغم كل الشعارات التي ترفعها وتزايد بها منذ عقود

 

فطهران والحوثي باعتبارهما سلطة حكم على الأرض على عكس جماعات الظل كمليشيا حزب الله في لبنان او مليشيا الحشد بالعراق ، يدركان صعوبة وفداحة الدخول في مواجهة مباشرة غير متكافئة مع واشنطن او تل أبيب

 

وكنموذج على ذلك .. رأينا جميعاً في العام الماضي الضربات المتبادلة بين ايران وإسرائيل ، بعد أن ظلت الأخيرة "تُعربد" على الأولى لسنوات داخل وخارج إيران حصدت فيها جنرالات الحرس الثوري في سوريا واغتالت رأس البرنامج النووي الإيراني في قلب طهران.

 

وحين تجرأت طهران لترد لأول مرة على تل أبيب بشكل مباشر ، رأينا هزالة هذا الرد بعشرات الصواريخ والمُسيرات التي لم تحدث أي اثر ، ولم يكن ذلك عجز او ضعف ، بل كان باختيار وقناعة صانع القرار في إيران.

 

ان أحدث منظومات الدفاع الجوية لها حد معين في التعامل مع الأهداف واسقاطها ، وكل ما زاد عدد هذه الأهداف مع زيادة في سرعتها ستفشل في التصدي لها.

 

لذا كان واضحاً ان النظام الإيراني تجنب في هجماته استخدام احدث الصواريخ وخاصة الفرط صوتية والمُسيرات الأحدث خوفاً من تبعات سقوط ضحايا بشرية داخل إسرائيل ، بالنظر الى عدم دقة هذه الأسلحة ما يعني إمكانية سقوط ضحايا مدنيين.

 

ذات الأمر ينطبق على ذراع طهران في اليمن وهي جماعة الحوثي، التي تملك القدرة والأسلحة على شن هجوم مركز ومكثف ضد قطعة عسكرية أمريكية واحدة ، او ان تختار إحدى قواعد أمريكا القريبة كتلك الموجودة في جيبوتي.

 

لكن الجماعة تُدرك انها لن تقدر على تحمل التبعات التي لحقت بالقاعدة في اليمن عقب هجومها الدامي على المدمرة الامريكية كول في عدن عام 2000م ، ولن تُقدم على ذلك الا كقرار انتحاري أخير اذا ادركت قرب نهايتها او اذا كان ذلك قراراً صادر من طهران.

 

لا يجب أن نستخف بالقدرات التي تملكها المليشيا الحوثية ، حتى لا نتفاجأ يوماً بتكرار مشهد المدمرة كول

 

ضعف المليشيا ليس فيما تملكه من سلاح وامكانيات بل في ضعف الأرض التي تقف عليها لاستخدامه ، لذا نرى رعبها من الداخل أضعاف أضعاف رعبها من الخارج

 

رأينا كيف ارتعدت رعباً لمجرد الحديث عن هجوم بري لقوات الشرعية اكثر من خوفها من مواجهة ضربات جوية لأقوى قوة عسكرية بالعالم.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس