لم يكن مقال زيد الذاري الأخير “الزاوية الحرجة” سوى محاولة لإعادة تموضع جماعة الحوثي بخطاب ناعم، في لحظة اضطراب داخلي وخارجي. الذاري، الذي ظهر كناصح حريص، هو في الحقيقة أحد مؤسسي حزب الحق السلالي الطائفي، وصديق مقرّب من حسن إيرلو، سفير إيران السابق لدى الحوثيين.

الذاري لا ينتمي لمعسكر الحياد، بل يُعتبر من أذرع إيران الناعمة خارج اليمن، ويتنقل بجواز دبلوماسي، ويقدّم نفسه كمستشار للمشروع الذي أسقط الجمهورية وأعاد اليمن لعصور الإمامة.

في حديث خاص، وجّه الذاري تهديدًا مباشرًا لي بسبب موقفي من المشروع الزيدي، قائلًا:

“نحن من أسقط الجمهورية، ونحن من سيعيد الجمهورية يا خديجة.”

في اعتراف صريح بأن ما يحدث ليس صراعًا سياسيًا، بل انقلاب على الجمهورية والشعب.

يحاول الذاري اليوم، عبر مقالاته، التنصل من التبعية لإيران، وإيهام الرأي العام بأن الحوثيين “ضحايا التموضع”، بينما هو أحد عرّابي هذا التموضع وأشدّ المدافعين عنه.

إن أخطر ما في المشهد ليس فقط استمرار المشروع الطائفي، بل محاولاته الدؤوبة لتغليف نفسه بثقافة ناعمة تُضلّل الداخل والخارج.