"حمير التهريب" و"حمير الخراب"!!
الاربعاء 07 مايو 2025 - الساعة 11:44 مساءً
يستخدم بعض المهربين الحمير لنقل وتهريب بعض المواد المهربة عبر الحدود إلى الجانب الآخر من الحدود، فأمّا أن تنجح الحمير في العبور وإيصال ما تحمله على الظهور إلى الهدف المنشود بسلام، وأمّا أن تفشل الحمير أو تقع في قبضة حرس الحدود، وهنا تدفع الحمير وحدها الثمن، ولا يصيب المهربين مكروه سوى خسارة المواد المهربة.
وبطريقة مشابهة وبنفس الشكل تقريبًا، تستخدم إيران "حمير الخراب الحوثية" لحمل وإيصال الرسائل الإيرانية الموجهة إلى "الكيان" أو الأمريكيين أو لأطراف أخرى، ولحمل الردود الإيرانية على ما تتلقاه إيران من تلك الأطراف من رسائل مماثلة، ظاهرة أو باطنة، أو لتوجيه وحمل رسائل المناورة والرسائل المتعلقة بالمفاوضات الدائرة مع الأمريكيين.
مع وجود بعض الفروق بين الحالتين، وبين حمير التهريب وحمير الخراب: فحمير التهريب تحمل الرسائل على ظهورها وتمضي في طريقها بحذر وهدوء، بينما "حمير الخراب الحوثية" لا تتوقف عن إطلاق النهقات وإثارة الضجيج، وكل رسالة تسبقها "نهقة" وتعقبها "نهقة".
إذا فشلت حمير التهريب في عبور الحدود وتوصيل المهربات، فإن الحمير هي وحدها من تدفع الثمن، بينما الشعب اليمني هو من يدفع الثمن الباهظ، سواء نجحت حمير الخراب الحوثية في إيصال الرسائل الإيرانية أو فشلت.
حمير التهريب تحمل رسائل طرف واحد وفي اتجاه واحد، بينما حمير الخراب تُستخدم بشكل مباشر وغير مباشر لحمل وإيصال رسائل مزدوجة ومتعددة وفي أكثر من اتجاه.
فإضافة إلى حملها للرسائل الإيرانية الموجهة إلى طرف معين، فإنها تعود محملة بالردود والرسائل المضادة من هذا الطرف أو تلك الأطراف، وجالبة معها للخراب والدمار.
كما يتم أيضًا استخدام الحمير الحوثية من قبل الأمريكيين أو غيرهم على طريقة (اضرب الوطاف...) لتوجيه رسائل متعلقة بالمفاوضات أو رسائل مضادة أو تقليمية أو تحذيرية لإيران، وغالبًا ما تكون رسائل ثقيلة وباهظة الثمن، واليمن هي وحدها من تدفع الثمن، والشعب اليمني هو وحده من يدفع الثمن، سواء فهم الحمار أو لم يفهم..!