نساء عدن ينتفضن: صرخة في وجه الإهمال وأمل لا يموت
الاحد 11 مايو 2025 - الساعة 02:03 صباحاً
في مشهد استثنائي يليق بتاريخ عدن ونبض نسائها، خرجت جموع غفيرة من نساء المدينة عصر اليوم إلى ساحة العروض، وأعينهنّ تشع عزماً وكرامة. لم يكن ذلك خروجًا عابرًا أو انفعالًا مؤقتًا، بل لحظة متوهجة من لحظات التاريخ، لحظة قالت فيها النساء بصوتٍ واحد: “الشعب يريد حياة كريمة”.
ليست هذه مجرد كلماتٍ مكررة على ألسنة متظاهرات، بل صرخاتٍ خرجت من عمق المعاناة، من بيوت مظلمة بلا كهرباء، من أحشاء نساء يجاهدن لتوفير الماء والغذاء، من أمهاتٍ يشاهدن أسعار السلع ترتفع فيما تنهار قيمة العملة، ويغيب الأمل.
عدن.. أنثى تنتفض
رفعت المشاركات في الوقفة لافتاتٍ كُتبت بمداد القهر والصبر: مطالبات بتحسين الكهرباء والمياه، بدعم العملة، بتوفير مقومات العيش، بكرامةٍ باتت حلمًا مستحيلًا. هذه اللافتات لم تكن شعارات حزبية أو مكايدات سياسية، بل مطالب يومية موجعة، طالما تجاهلتها الجهات الرسمية، وكأن معاناة عدن قدرٌ لا فكاك منه.
رغم أن النساء يدركن جيدًا أن الوعود كثيرة والتنفيذ نادر، إلا أنهنّ خرجن. لأن السكوت بات خيانة لأرواحهن ولأطفالهن، ولأن الأمل الوحيد هو أن تُفتح أخيرًا آذانٌ اعتادت الصمت، وأن ترتجف ضمائر كانت نائمة في بحور الامتيازات.
من ساحة العروض إلى ضمير الوطن..
ما حدث في ساحة العروض لم يكن مجرد وقفة احتجاجية، بل كان فعلًا رمزيًا يمثل طليعة الغضب الشعبي، وشاهدًا حيًا على أن من يتحمل العبء الأكبر من الأزمات، يمتلك أيضًا الشجاعة الأكبر للمطالبة بالتغيير. نساء عدن لم يطلبن امتيازات، بل فقط الحق في الماء والكهرباء ولقمة نظيفة.
أكدت النساء في عدن أنهن لن يصمتن، وأن هذه الوقفة ستكون بداية لحراك مدني متصاعد. دعون الجميع – نساءً ورجالاً – للانضمام إلى هذه الثورة السلمية، لأن معركة الكرامة لا تخص النساء وحدهن، بل كل من بقي لديه ذرة من حس وطني.
أمل لا يُقهر..
ورغم القسوة التي تحاصر عدن، إلا أن انتفاضة النساء أعادت الأمل في أن هذه المدينة لم تمت، وأن مدنيتها وروحها ما زالت حيّة، تنبض من صدور النساء وتشتعل في عيونهن. وما دام في المدينة نساءٌ يرفضن الذل ويطالبن بالعدالة، فإن الثورة باقية، والأمل ممكن، والكرامة ليست ترفًا، بل حقٌّ يُنتزع.
▪︎ اكاديمية ودبلوماسية سابقاً