نخبة اللصوص والمارقين

الاحد 11 مايو 2025 - الساعة 08:12 مساءً

 

لم يبتل شعب بما ابتلينا به نحن اليمنيين بهكذا طبقة سياسية عرفت كيف تدفع بنا إلى قعر جهنم، بينما هي تطفو على سطح الأزمات والمآسي والفواجع والكوارث والحروب ، لترغد بأموال العباد ولتحول البلاد إلى فشل يكاد أن يكون غير مسبوق بتاريخ اليمن، نخبة تتاجر بأوجاعنا باسم الوطنية حيناً والسيادة أحيانا. 

 

فساد مجلس القيادة واعضاء الحكومة وشهوتهم إلى السلطة وعدم كفاءتهم قد دفع البلد المضطرب بالفعل إلى الهاوية، بينما يواجه الفقراء والطبقة الوسطى انهيارًا اقتصاديًا وتلاشي الخدمات ، الكهرباء شبه معدومة بالعاصمة المؤقتة عدن والماء شبه معدوم والاسعار مرتفعة بسبب انهيار العملة الوطنية مقابل العملة الاجنبية. 

 

وفي ظل وجود نخبة من اللصوص،اصبحت مشاكل اليمن طويلة الأمد، التي تشمل الفساد والعنف وعدم الكفاءة وتنافس دول إقليمية على النفوذ عبر وكلاء، فإن التحديات تفاقمت بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

 

ذلك لان رئيس واعضاء مجلس القيادة الرئاسية ورئيس واعضاء الحكومة متفقين في  تجنّب نتائج إدارتهم الكارثية للشأن العام، والبقاء في مناصبهم برغم فشلهم في تحقيق البناء الوطني واستعادة الدولة من مليشيات الحوثي، فذلك لأنهم يطرحون أنفسهم كمدافعين عن الاحزاب التي ينتمون إليها. يتيح لهم افتعال الصراعات على قاعدة الحزبية والمحصصة ، أن يفرضوا أنفسهم على جماعاتهم. 

 

اليمن قصصه لا تنتهي كما هي معاناته وتناحر ساساته، وباتت قصصه حزينة أكثر كما الأرقام القاتمة، وبأي طريقة نظرت إلى اليمن فالصورة سوداء ، الإحصائيات التي تؤشر لوضع اقتصادي متدهور بسبب انهيار العملة وتراجع الناتج القومي. 

 

الاكذوبة التي يعزف عليها مجلس القيادة الرئاسية والحكومة هي الوعود بـ التغيير والإصلاح، ولا يعرف أحد من سيقوم بإصلاح من..! ، وتظل هذه وعود..!ويعرف الجميع في عالم السياسة أن الوعود يتم تجاهلها، تعاد صياغتها وتبدل ونادرا ما يتم الوفاء بها، لكن المواطن البسيط وجد قصة تشغله عن ظروفه وتعاسته وفقره متمسك بأمل الاوهام التي تسوق له من قبل من يحكم اليوم .

 

مدينة عدن مدينة النور أصبحت مدينة للظلام، وعندما يحل الليل يخيم على البلد ظلام مخيف، الشوارع بدون إنارة وإشارات المرور معطلة، وتحت ظلمة الليل يتسلل الشباب العاطل عن العمل للبحث في مكبات النفايات علهم يجدون ما يمكن بيعه، وفي المساء يخرج المتقاعدون إلى الشوارع للتسول علهم يجدون من يتصدق عليهم من المارة بقليل من المال ، فنسبة الفقر بين السكان عالية، كل ثلاثة من أربعة هم فقراء، وبات سكان المدينة المعروفة بالعاصمة الاقتصادية لليمن بحاجة للمساعدة . 

 

ماذا يفعل رئيس واعضاء مجلس القيادة الرئاسية الذين اوصلوا حال البلاد الى ماهوا عليه..؟ 

 

ماذا تفعل هذه الحكومة التي ولدت فاشلة ومارست صلاحياتها يوم كانت ذات صلاحية بالبهلوانيات، وهي تمضي في المسرحيات المضحكة - المبكية....؟ 

 

ماذا يفعل الوزراء الذين امتهنوا الكذب واحترفوا الاحتيال..!؟ 

 

ماذا يفعل هؤلاء الذين لا يخفق لهم قلب أمام من يموتون على أبواب المستشفيات لان ليس لديهم ما يدفعونه بدل معاينة وعلاج للاستشفاء..؟ 

 

ماذا يفعل هؤلاء وهم لا يرف لهم جفن إزاء مريض يبحث دواء في الصيدليات وليس في جيبه ثمن دواء باتت الجرعة الواحدة منه أغلى ثمناً من الحد الأدنى للأجور..؟ 

 

ماذا يفعل هؤلاء وهم المتواطئون وشركاء مع المافيات والعصابات والمهربين والمجرمين الذين لا يرف لهم جفن وهم يأكلون الفقير والمريض ؟ 

 

ألا يخجلون من ذواتهم؟ 

 

ألا يبصقون على أنفسهم وهم ينظرون في مرآة قصورهم؟ 

 

ألا يسألون أنفسهم ماذا فعلنا بالناس، كيف أذلينا العباد ودمرنا قيم ومقومات البلاد؟ 

 

ألا يدركون أن سلة المواد الغذائية و الضرورات الاسبوعية (من غير اللحوم والاسماك) بات اسعارها مرتفعة جدا وراتب الموظف البسيط لا يكفي لشراء هذه المواد من اجل اشباع بطون اطفاله من شبح الجوع ؟ 

 

ماذا يفعل هؤلاء بالوطن والمواطن الذي ينظر إليهم من قعر خيبته وقهره وذله فيراهم ما زالوا يستغلونه و يتاجرون به على انقاض وطن كان زينة البلدان.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس