الدكتور ياسين سعيد نعمان: قراءة في تشخيص الواقع اليمني ووعيه القانوني والأيديولوجي

السبت 21 يونيو 2025 - الساعة 01:16 صباحاً

 

لم أرى قط داهية مثل الدكتور ياسين نعمان نابغه و قامة فكرية وسياسية بارزة، تتجلى في كتاباته وقراءاته تحليلٌ عميق للواقع اليمني. فهو يقدم تشخيصًا دقيقًا للمرض الذي أصاب الجسد اليمني، مستندًا إلى فهم واعٍ للجوانب القانونية والأيديولوجية التي تحكم المشهد.

 

فهو نابغة فريدة من نوعها في المشهد اليمني. تتجلى في كتاباته وقراءاته تحليلٌ عميق وواقعي للوضع في اليمن، مقدمًا تشخيصًا دقيقًا للمرض الذي أصاب الجسد اليمني، ومعتمدًا في ذلك على فهم واعٍ وشامل للجوانب القانونية والأيديولوجية التي تحكم المشهد المعقد.

 

تتميز رؤية الدكتور نعمان بقدرتها على سبر أغوار الأزمة اليمنية، منذ بداية أزمة الصراع في اليمن لم يتوانى لحظة في كشف التظليلات التي تمارس على اليمنيين وفضحها وتوضيحها  وتقديم تحليل يجمع بين دقة الملاحظة وعمق الفهم.

 

يقدم تحليلًا يجمع بين دقة الملاحظة وعمق الفهم، إنه يمنح القارئ والمحلل والكاتب وكل مهتم بالشأن اليمني وعيًا قانونيًا يكشف عن مكامن الخلل في بنية الدولة والمجتمع. كما يفكك الأبعاد الأيديولوجية المعقدة التي ساهمت في تعقيد الصراع وتأجيج نيرانه.

 

الدكتور ياسين ليس حديث العهد بالمشهد اليمني، بل هو رجل تاريخي عاصر أجيالًا متعددة، وله باع طويل في السياسة اليمنية. يفهم طبيعة التعقيدات والغوايات التي تعصف بالبلاد، ويدرك تمامًا ألاعيب الميليشيات ونفوذها السلالي وشبكاتها الاستخباراتية. كما أن دبلوماسيته العميقة مكنته من فضح المغالطات التي يمارسها مبعوثو الأمم المتحدة ضد الواقع الذي يدور على الأرض، وكشف زيف "الانتصارات" التي يرسمونها ويتوهمونها بينما هي غير موجودة في الواقع.

 

بين كل يوم وآخر، تجد للدكتور ياسين مقالات شافية، تبعث الطمأنينة في نفس كل قارئ. إنها بمثابة بلسم روحي وعلاج شافٍ بإذن الله لما يحل بالأمة من أزمات، خصوصًا اليمنيين. لهذا، فإنني أنصح كل مهتم بقراءة ما يقوله هذا العملاق.

 

المصلحة الوطنية فوق الأيديولوجيات

 

في آخر مقال له، والذي قرأته بتأمل كبير، تحت عنوان "المصلحة الوطنية تسبق الأيديولوجيات"، يفصل الدكتور نعمان الأحداث الدائرة بين إيران وإسرائيل، وكيف ينبغي على اليمنيين أن يتفاعلوا معها. يقول في بداية المقال جملة مفتاحية عميقة: "الأيديولوجيا التي تصطدم بالمصلحة الوطنية للشعب، لا بد من النظر إليها على أنها أيديولوجية خربانة، وأن من يعمل على تسويقها منفصل عن الواقع الذي يعيش فيه."

 

إن قراءة أعمال هذا "العملاق المارد" تمثل فرصة لا تقدر بثمن لاكتساب بصيرة نافذة حول تحديات اليمن الجسيمة، وفهم الأسس الحقيقية التي يمكن أن يقوم عليها بناء مستقبل أكثر استقرارًا وعدالة.

 

 ينصح الدكتور ياسين اليمنيين بالابتعاد عن التخبط والارتباك، ويدعوهم إلى تحكيم العقل والمصلحة الوطنية العليا في خضم هذه الصراعات الإقليمية والدولية.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس