مثقف يضلل المجتمع .. وساسة يرسمون خريطة تقاسم جديدة !!
الاحد 24 أغسطس 2025 - الساعة 12:04 صباحاً
أكثر ما يزعجني عندما أجد شخصا محسوبا على النخبة الثقافية والحقوقية يستخدم في كتاباته الجهوية الجغرافية والعصبية المذهبية، ويمارس التحريض ضد مناطق جغرافية معينة، ويحمل سكان هذه المناطق مسؤولية كل الشرور والتخلف والظلم الاجتماعي الحاصل.
بهذا الأسلوب، ساهمت الطبقة المثقفة في تضليل المجتمع وإطالة أمد الحرب، وتحويل طبيعة الصراع من صراع على الثروة والسلطة إلى صراع بين تضاريس "صراع الهضاب و الوديان والسهول" .
وبهذا التضليل والتحريف، تمكنت النخب السياسية الحاكمة التي تملك السلطة والثروة من إعادة تموضعها ورسم خريطة تقاسم جديدة، والتنصل عن جرائمها، وتحميل الجغرافيا والدين والمذاهب كل ما يحدث .
هناك مقطع استوقفتني للكاتب زكريا النمر ، يوضح مخاطر السياسية في اقحام القبيلة والطائفة في الصراعات السياسية ، يرى النمر بأن الإنسان الواعي ، يفهم أن القبيلة او الطائفة ليست عدوا بحد ذاتها، وانما خطرها يبدأ حين تتحول الى اداة ابتزاز سياسي.
فالدولة لا تقوم الا حين تتجاوز هذه الولاءات نحو عقد اجتماعي أوسع يضمن العدالة والمساواة للجميع. ولهذا، فان المطلوب ليس انكار القبيلة او الطائفة التي شكلت وجدان جمعي عبر التاريخ الطويل ، بل اعادة وضعها في سياقها الصحيح مكونات اجتماعية وثقافية تعكس التنوع وتثري الهوية، لكنها تظل متصالحة مع الدولة، ولا تحل محلها. عندها فقط يصبح التنوع مصدر قوة لا مصدر صراع، وتصبح السياسة ساحة للبرامج والعدالة، لا ميدانا للعصبية الضيقة.