من عجائب السياسة في اليمن أن ترى مكون سياسي "يتحايل" ويدعو الناس لوقفة إحتجاجية ضد الدولة ومؤسساتها تحت شعار "مساندة الجيش الوطني"!

طيب ياجماعة الخير ؛ الجيش الوطني ماهوش مؤسسة إنسانية ولا هو جمعية خيرية نفرش له الشال لجمع التبرعات ؛ الجيش جزء أصيل من الدولة نفسها بل هو الرافعة التي تستقيم عليه الدولة ، ويفترض أن الحكومة ووزارة الدفاع ومجلس القيادة هم المسؤولون عن دعمه وتسليحه وتمويله .

وهنا يظهر التناقض ؛ كيف يمكن أن تنظم وقفة إحتجاجية أو تخرج مظاهرة ضد الدولة ؛ تطالب الدولة بدعم مؤسسة من مؤسساتها !؟ ... "له_صُرَيعة" 

سياسياً .. المسألة واضحة ؛ الجماعة يريدون أن يظهروا بمظهر الحامي الحصري للجيش الوطني ، وأن يجيّروا المؤسسة العسكرية والإيرادات الحكومية لمصلحتهم <والمسكة مسكة أعمى> 

هم لايساندون الجيش بقدر مايستخدمونه كورقة ضغط على مجلس القيادة والحكومة ؛ والوقفة ليست مساندة للجنود في الجبهات بقدر ماهي مناورة سياسية لتأليب الشارع ضد برعم الدولة الذي بدأ يبزغ .

والمفارقة الأكبر ؛ لو كان الهدف حقاً دعم الجيش ، فالطريق موجود وواضح عبر البرلمان ، عبر الإعلام ، عبر المطالبة بخطط وموازنات شفافة ؛ أما حشد الناس في الساحات والشوارع تحت لافتات فئوية فهو ؛ مجرد محاولة لتسييس الجيش وربطه بولاءات ضيقة .

المساندة الحقيقية لاتكون بلافتات وشعارات ولا بوقفات ولا مسيرات ، بل بقرارات مسؤولة تصدر من معدنها ، وموازنة واضحة ، وإدارة نزيهة تجعل السلاح والغذاء يصل للجبهات لا لجيوب المفصعين والمتنفذين .

وبالتالي ، مانراه اليوم ليس دعوة لوقفة مساندة للجيش ، بل وقفة مساندة لجماعة تتوطف بالجيش وتستخدمه ذريعة .

"ومِن العَجَائِبِ ظَالِمٌ يَتَظَلَّمُ" !!