رشاد العليمي: الرئيس الذي لا يذكره أحد... إلا عند تحويل الرواتب!
الثلاثاء 09 سبتمبر 2025 - الساعة 07:19 مساءً
هل سمعتم من قبل عن رئيس بلا شعبية، وبلا كاريزما، وبلا حتى صور معلقة في الشوارع؟ لا تستعجلوا بالإجابة، فالسؤال خدعة: نحن لا نتحدث عن شخصية خيالية من كرتون "ساوث بارك"، بل عن رشاد العليمي، الرجل الذي يبدو أن وجوده في الحياة السياسية اليمنية هو زلة إصبع من القدر... أو من الديوان الملكي السعودي، لا فرق!
من الأمن إلى "الأمانة": قصة رجل تاجر بكل شيء إلا الكرامة
وُلد العليمي في قرية الأعلوم، لكنه لم يحتفظ من قريته بشيء سوى ذكريات عن كيف يكون الشخص "لا يشبه أحدًا"، أو على الأقل لا يشبه القادة الذين يشعلون الثورات أو يلهبون الجماهير. فقد كان منذ صغره مشروع "مخبر واعد"، ويقال إنه حين كان الأطفال يحلمون بأن يصبحوا طيارين أو أبطال كرة، كان رشاد يحلم أن يصبح... كرسيًا في صالة انتظار سعوديّة!
العليمي والريال السعودي: علاقة حب لا يفهمها الفقراء
بينما كان اليمنيون يحصون الريالات القليلة المتبقية من رواتبهم، كان العليمي – وفقًا لتقارير صحفية – يتقاضى 250 مليون ريال سعودي شهريًا. طبعًا، هذا ليس راتبًا، بل مجرد "بدل صمت"، لأن الرجل لا يتكلم أبدًا، وإذا تكلم قال: "نحن مع السلام... ومع أي جهة تدفع أكثر."
زعيم بلا شعب، ورئيس بلا رئاسة!
لا يمتلك العليمي حزبًا، ولا قاعدة جماهيرية، ولا حتى تريند على تويتر. ومع ذلك، وجد نفسه ذات فجر ضبابي على رأس مجلس القيادة الرئاسي. كيف؟ ببساطة لأن السعودية كانت بحاجة إلى شخص لا يزعجها بأسئلة مثل: "متى ستنتهي الحرب؟" أو "أين ميزانية إعادة الإعمار؟"
الرجل لا يُحرج أحدًا، ولا يُقلق أحدًا، ولا يُوقظ ضميرًا نائمًا... وهذا بالضبط ما جعله "الخيار المثالي" لقيادة بلد ينهار.
سياسي أم حرباء؟ الإجابة: نعم!
العليمي يتحدث عن "آل البيت" في صنعاء، ويبتسم لـ"أشقاء التحالف" في الرياض، ويبعث رسائل ودٍ لسلطنة عُمان، ويتضامن مع كل قضية... بشرط أن لا تضر مصالحه. هو الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يعزي الحوثيين في قتلاهم، بينما يقصف طيران التحالف مواقعهم في نفس اللحظة، وكل ذلك وهو يرتشف القهوة في مكتبه بـ"قصر المعاشيق" كأن شيئًا لم يكن.
من التنوير إلى التنظيف: مؤسسة خيرية بنكهة الغسيل المالي
ابنته تدير مؤسسة خيرية... ويا لها من صدفة أن تتزامن هذه المؤسسة مع تدفقات المساعدات الدولية! وفي وقت يجوع فيه ملايين اليمنيين، كانت هذه المؤسسة توزع "اللا شيء" بكل كفاءة، لكن مع تغطية إعلامية رائعة: طفل يحمل رغيفًا، وامرأة تبتسم لكيس دقيق، بينما العليمي يبتسم لحساباته البنكية في الخارج.
لا تاريخ... لا كاريزما... لا أمل!
رشاد العليمي ليس شخصية تاريخية، ولا شخصية كاريزمية، بل هو أقرب إلى "مقعد فارغ في حفل تنصيب"، موجود فقط حتى لا يجلس أحد آخر. لا يمتلك مشروعًا وطنيًا، ولا حتى طموحًا ليُذكر بعد موته. الرجل ينافس الجدران في الصمت، والكنبات في الثبات، والظل في المراوغة.
في الختام:
إذا أردت أن تعرف كيف وصل اليمن إلى هذا الدرك من الانهيار، لا تنظر إلى الحوثي فقط، بل انظر إلى الرجل الذي يقف في المنتصف، يلوّح للجميع، ويبتسم كما لو أن الوطن مجرد إعلان عقاري.
رشاد العليمي ليس رئيسًا... إنه تطبيق عملي لعبارة: "في السياسة، يكفي أن تكون بلا موقف، لتصل إلى كل شيء."