النخب اليمنية وفشل الدولة؛ الحقيقة التي لا يريد أحد قولها
الاثنين 15 ديسمبر 2025 - الساعة 06:12 مساءً
لنكن صريحين: الحرب في اليمن انتهت سياسيًا منذ سنوات، لكنها مستمرة لأن النخب ترفض الاعتراف بفشلها. لا الحوثيون انتصروا، ولا الحكومة استعادت الدولة، ولا القوى المحلية قدّمت بديلًا حقيقيًا. الجميع يتحدث عن النصر، بينما اليمن ينهار.
الحوثيون: سلطة بلا دولة..
الحوثيون يسيطرون على الأرض، لكنهم لا يديرون اقتصادًا ولا يقبلون شراكة سياسية. حكمهم قائم على التعبئة والحرب الدائمة، لا على الإدارة. كما تقول التجربة السورية: من يسيطر ولا يحكم، ينهار في النهاية.
الحكومة الشرعية: شرعية بلا حكم..
الحكومة المعترف بها دوليًا موجودة على الورق فقط. لا خدمات، لا رواتب منتظمة، لا سيادة فعلية. الشرعية بلا إدارة هي شعار لتبرير العجز، لا لمعالجته.
المجلس الانتقالي: سلطة بلا دولة..
المجلس الانتقالي يسيطر أمنياً، لكنه لم يبنِ مؤسسات أو اقتصادًا مستقلًا. القوة وحدها لا تصنع دولة.
النخب اليمنية: تجار حرب..
جزء كبير من النخب يعيش على الحرب، لذلك يعيق أي تسوية أو محاولة بناء دولة. مصالحهم تمنع السلام أكثر من أي طرف خارجي.
السلاح: المشكلة الأساسية..
لا دولة مع مليشيات مستقلة، ولا سيادة مع اقتصاد سلاح، ولا سلام مع قادة يعرفون لغة القوة فقط.
الخارج: ذريعة لا سبب..
التدخل الخارجي موجود، لكنه يُستغل لتبرير العجز الداخلي. المشكلة اليمنية الحقيقية هي الانقسام الداخلي، لا قوة الخارج، والعالم الخارجي لم ولن يؤثر في العالم الداخلي إلا إذا هناك استجابة من العالم الداخلي للعالم الخارجي.
الخوف من الدولة..
الدولة تعني نهاية الامتيازات والجبايات والمليشيات، وبداية المحاسبة. لهذا تُرفع الشعارات وتُحارب أي محاولة لبناء الدولة.
نحو حل واقعي لليمن..
الحل يبدأ باعتراف الأطراف اليمنية بفشل الحرب، ثم تشكيل هيئة وطنية لإدارة الانتقال وإخضاع السلاح للسلطة المركزية. بعد ذلك، تُبنى مؤسسات الدولة لتقديم الخدمات وإدارة الاقتصاد بشفافية، مع إشراك المجتمع المدني والقبائل لتثبيت المصالحة المحلية. الموارد تُفصل عن المصالح الشخصية، والعلاقات مع الخارج تُحوَّل لدعم إعادة الإعمار لا استمرار الصراع. خطوة خطوة، يصبح اليمن دولة مسؤولة، حيث السياسة والأمن مؤسسات وليست مليشيات، والسلام نتيجة حقيقية لا شعارًا فارغًا.
السلام ممكن..
اليمن بحاجة إلى الاعتراف بالفشل، وإخضاع السلاح للسلطة، وبناء مؤسسات حقيقية. السلام ليس شعارًا، والدولة ليست رفاهية؛ إنها الخيار الأخير لإنقاذ البلد من الانهيار. من يرفض الدولة يختار استمرار الفوضى والصراع بلا نهاية.
ولكم في تاريخ وتجارب الأمم اية..
لا نذهب بعيدا إلى تجارب دول مثل اوغاندا او الكاميرون وانما نذهب إلى مثالا حيا نشاهده جميعا وهو يتطور يوما بعد الاخر في دولة شقيقة عانت مما عانينا منه في اليمن بل واسوا ، سوريا الحبيبة بقيادة الشاب الرائع الرئيس احمد الشرع وحكومته الجديدة وضربوا مثالا رائعا في التعافي وهم يعملون الان على قدم وساق في بناء سوريا الحديثة.













