ستون عاماً من المجد والخلود .. والمسيرة مستمرة بثبات
الخميس 25 ديسمبر 2025 - الساعة 08:21 مساءً
ستون عاماً مضت منذ أن التأمت الفصائل الناصرية في اليمن تحت راية واحدة، وأسفرت عن ميلاد «فرع تنظيم الطليعة العربي» في 25 ديسمبر 1965.
لم يكن ذلك الالتئام حدثاً عابراً، بل محطة مفصلية توحّدت في إطارها كل مكوّنات التيار الناصري لتصوغ معاً مساراً نضالياً واضح المعالم ومتجذّراً في هموم الناس وتطلعاتهم، تعبيراً عن وعي وطني وقومي مبكر، وإيمان راسخ بمشروع عربي تحرري يستند إلى مبادئ الحرية والاشتراكية والوحدة.
ومع التحولات السياسية، ومع السماح بالتعددية الحزبية، اتخذ التنظيم اسمه المعروف اليوم: «التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري»، محتفظاً بروحه الأولى، وبوصلته القومية، وانحيازه الدائم للفقراء والكادحين، ودفاعه الثابت عن الجمهورية، والدولة المدنية، والقرار الوطني المستقل.
جرحٌ لم يلتئم
جرح الدولة المدنية، ذلك الحلم الذي قدّم لأجله الناصريون قوافل من الشهداء وآلاف المخفيين قسراً، وعائلاتٌ ذاقت الويلات في ظل أنظمة متعاقبة في شطري الوطن: من أنظمة إمامية، إلى أنظمة انقلابية دموية رجعية، إلى أنظمة ماركسية نكّلت بكل من حمل فكراً ناصرياً. كان الثمن باهظاً: دماء، وسجون، وإخفاء قسري، وتشريد، واستهداف ممنهج للفكرة وحامليها.
في كل محطة لنا أثر
كنا هناك يوم ثورة 26 سبتمبر 1962، وكنا هناك بكل قوة في ثورة 14 أكتوبر 1963، وكنا في حصار السبعين نسطّر البطولات وندافع عن الجمهورية كي لا تسقط. وحين انحرفت ثورة سبتمبر عن مسارها، كنا هناك لنُعيدها إلى طريقها الصحيح بالحركة التصحيحية البيضاء في 13 يونيو 1974.
وكنا هناك حين أراد شطرا وطننا التوحّد، وحين رفضنا الوصاية، فكان الرد اغتيال زعيم الحلم ومشروع الدولة والسيادة، الشهيد القائد إبراهيم الحمدي، في 11 أكتوبر 1977، بأيدٍ آثمة ورعاية رجعية. وكنا هناك أيضاً نحاول، بلا يأس، استعادة الدولة ممن اغتالوا الحلم بحركة بيضاء في 15 أكتوبر 1978، فقابلتنا قوى العمالة للرجعية بالدم، والإخفاء القسري، والتنكيل، وارتكاب أبشع الجرائم.
ومع ذلك، كنا نفتح صفحاتنا البيضاء واحدةً تلو الأخرى، ونؤثر على أنفسنا، ونمدّ يد السلام لبناء دولة مدنية، ونعمل مع الجميع من أجل مصلحة شعبنا، رغم ما لقيناه من تهميشٍ ومعاناة.
وفي 2011، ثرنا مع شعبنا، وكنا هناك حتماً بنيةٍ صادقة، دون أن نعلم أن هناك من يتربص بثورة الشباب ويسعى لاختطافها، ولا تُلام الثورات حين تتكالب عليها قوى الداخل والخارج.
وكذلك كنا نرفض الانقلاب الحوثي، وفي قلب معركة استعادة الجمهورية، وما زلنا نناضل من أجلها، كلٌّ بسلاحه وقلمه وصوته. ولأننا نمتلك موقفاً ثابتاً وننحاز للشارع وبين الجماهير، واجهنا حملات التحريض، والتشويه، والتخوين، ورغم كل ذلك بقينا ثابتين.
وبعد أكثر من ستة عقودٍ من إعلان تأسيس إطار العمل الموحّد، ما زال التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري حاضراً في معركة الوعي واستعادة الجمهورية، ورقماً صعباً في معادلة بناء الدولة، وصوتاً حراً لا ينكسر.
رسالة من قلبٍ كبير
نحن شباب التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري لا نقف عند حدود الاحتفاء بالماضي، بل نستحضره لنفهم الحاضر ونصنع المستقبل. نؤمن أن الناصرية ليست ذكرياتٍ تُروى، بل مشروع عملٍ متجدد وقيمٌ حيّة قادرة على مواجهة التحديات الراهنة، وفي مقدمتها استعادة الجمهورية وبناء الدولة المدنية العادلة.
نحن أبناء هذا الجيل، بشبابه وطاقته وحماسته، لن نكون إلا كما عهدتم الناصريين: قلباً كبيراً يسع الجميع. نمدّ أيدينا لكل أبناء وطننا دون إقصاءٍ أو تهميش، من أجل دولةٍ عادلة تتسع للجميع. ننظر إلى المستقبل بعين الأمل، ونعمل على بناء الدولة المدنية الحديثة، مستفيدين من دروس الماضي، وماضين بثباتٍ نحو الغد.
اليوم ليس يوماً عادياً؛ إنه يومُ ذاكرةٍ وهوية، يومُ نضالٍ وفكرة، يومُ نُجدّد فيه العهدَ لمن سبقونا من المناضلين الذين دفعوا أرواحهم ثمناً للموقف والفكر، وحملوا الفكرَ في أصعب الظروف ورووهُ بأزكى الدماء.
«عاش نضال التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري على طريق الحرية والاشتراكية والوحدة».
#الذكري_الـ60_لتأسيس_التنظيم_الوحدوي_الشعبي_الناصري
#60عامًا_من_الخلود_والمسيرة_مستمرة
#عاش_نضال_التنظيم_الوحدوي_الشعبي_الناصري_على_طريق_الحرية_والاشتراكية_والوحدة














