متى يستفيق الشعب؟؟

الاحد 02 ديسمبر 2018 - الساعة 10:37 مساءً

 

اتلفت الحرب حواسنا، ودمرت ذائقتنا، وغيرت تكفير أغلبنا نحو الأسوأ، وعمقت الإنهيارات المتوالية بؤس الحياة، وعززت المواجع غربة الذات.

 

وتسبب ثالوث التجويع والتخوين والتنكيل في خضوع المجتمع للأمر الواقع، ومع مرور الوقت وتعاظم مآسي الحياة ترسخت لدى أغلبهم قناعات بالصمت وانتظار المعجزات. لقد تمكن أمراء الحرب وتجارها من إيصالنا إلى قاع الهاوية، واشغلونا بصراعتنا عن جرائمهم، وماضينا عن حاضرهم، وجوعنا عن أطماعهم، وأمراضنا عن خبث مشاريعهم.

 

 

لم يعد لدينا شيئا نخسره أو نخاف عليه، لقد تساوى الفقراء مع الاغنياء، والأنقياء مع الملوثين، والشرفاء مع التافهين، والعقلاء مع الدهماء، وتشابهت النهايات التراجيدية. والأسوأ من انعدام المسافات بين الخير والشر والحق والباطل تغلغل اليأس إلى النفوس، واستسلام الناس لمنطق الغلبة، والتعايش مع خبروت جماعات الموت ومشاريع الخراب.

 

 

ويظل الأشد وجعا للفرد والأكثر خطرا على المجتمع العجز عن الفعل والخوف من مواجهة التحديات بروح جماعية تنتصر للذات وتنقذ الشعب من شرور القتلة وجشع اللصوص.

 

 

سيطول هذا الوضع المائع والقاتم بحكم عجز الناس عن اجتراح حلولا ناجعة للخلاص الفردي والجمعي، واستمر تهربهم من التضحية للحفاظ على مساحات البقاء وممكنات الحياة.

 

السؤال الأهم: متى يستفيق الشعب من موته المؤقت، ويعيد النظر إلى واقعه المزري، ويتخلص من أغلاله ويحطم قيود أعداءه ويعود إلى مربع الفعل الخلاق؟

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس