الوهم الثوري المستمر

الخميس 07 فبراير 2019 - الساعة 11:01 مساءً

 

يصاحب ذكرى ثورة 11 فبراير جدلا إعلاميا وسياسيا بين مؤيدوها ومعارضوها، ووسط الصخب يخفت صوت العقول المستنيره وينعدم الحس النقدي للذات والثورة وتتحول إلى مهاترات عقيمة.

يكتفي المشاركون بثورة 11 فبراير بالتغنى بالفعل الثوري السلمي وبعده الحضاري، ويتخندقون للدفاع عنها من سعار الخطاب المضاد لها دون تقييهما بأنفسهم بوعيهم الثوري والسياسي المفترض.

يقولون : الثورة مستمرة..

ترد عليهم : أين؟؟ وعلى من؟؟

يجاوبون : ضد النظام السابق!

تذكرهم بالواقع بقولك: النظام السابق هم السلطة الشرعية..، وتستفهم: هل أنتم الآن ضد الشرعية؟!

يستفسر بعضهم بذهول : كيف؟؟

الجواب : أيد نصف النظام ثورة فبراير، وعقب نحر جماعة الحوثي حليفهم علي عبدالله صالح ألتحق المنشقين عن الانقلاب برفاقهم القدامى وثورجية الأحزاب، ويشكلون اليوم مافيا عجيبة تحت رأية (الشرعية)!

الواقع يقول: الحرب مستمرة وليست الثورة، لأن من يدرك الأولى يثبت عمق وعيه السياسي تجاه متغيرات المرحلة، والاصرار على تأكيد الثانية ليست سوى تعبيرا ثوريا عن الوهم الضائع لا أكثر.

والحقيقة أقول ‏فشلت ثورة 11 فبراير في تحقيق أهدافها، وميعت بالتوافق، ودفنت بالانقلاب، وفي حال نجحت الأمم المتحدة بفرض سلطة طائفية مقابل إنهاء الحرب فعلى الدنياء والثورة السلام.

وحديث المتحزبون عن وهمهم الثوري المستمر يأتي في إطار ردودهم على الخطاب المضاد للثورة ومناكفاتهم مع خصومهم القدامى وحلفاؤهم الجدد حول تحميل 11 فبراير وزر الإنقلاب والحرب.

للتذكير : أنا من رواد ثورة 11 فبراير، وعشت ظروفها ونكستها قبل وبعد الفخ الأكبر (التوافق)، وبعد أربعة أعوام من الإنقلاب والحرب تجاوزت وهمي الثوري إلى الاعتراف بفشل ثورتنا.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس