ميون .. تعيد التذكير بجحود "الإخوان" لتضحيات الإمارات في مأرب
الاحد 30 مايو 2021 - الساعة 10:06 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص
كشف التصريح الذي ادلى به التحالف للرد على مزاعم الإخوان حول جزيرة ميون عن حقيقة هامة وظلت غائبة عن الدور الذي تلعبه الامارات في الحرب يشكل احراجاً كبيراً لما ظلت تردده الجماعة من مزاعم واتهامات عن هذا الدور.
ففي حين نفى التصريح صحة المزاعم الإخوانية التي تتحدث عن وجود قوات لدولة الإمارات العربية المتحدة في جزيرتي سقطرى وميون ، كشف بوضوح عن حقيقة الدور الاماراتي ضمن التحالف العربي بعد إعلانها الدولة انهاء دورها على الأرض في يناير 2020م.
حيث أكد التحالف بأن "الجهد الإماراتي الحالي يتركز مع قوات التحالف في التصدي جواً للمليشيات الحوثية في الدفاع عن مأرب"، وهو ما يشكل فضيحة مدوية لكل الاتهامات الاخوانية الموجهة ضد الامارات وفرضها كحقائق من خلال ترديدها طيلة الفترة الماضي.
في حين ان الحقيقة كما يقول التحالف بأن الدور الاماراتي الحقيقي خلال الفترة الماضية كان بالمساهمة في منع سقوط مدينة مأرب معقل الشرعية والاخوان في الشمال بيد مليشيات الحوثي، والتي كان سيمثل ضربة قاصمة لمشروع مواجهة الحوثي بشكل عام وكارثة سياسية وعسكرية سيتغير مجرى الحرب في اليمن.
هذه الكارثة كان لطيران التحالف وغاراته الجوية الدور الحاسم في منعها باعتراف محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة في تصريح له مطلع مارس الماضي حول معركة مأرب ، وقال فيه بأنه " لولا طيران التحالف لكان الوضع مختلف في مأرب " ، وهو ما يعيد بالذاكرة الى الدور الذي لعبته الامارات في مأرب منذ اطلاق عاصفة الحزم عام 2015م حتى إعلانها انهاء هذا الدور مع أواخر عام 2018م ، على وقع العداء والتحريض الاخواني ، رغم ان مارب شهدت اقسى تضحية قدمتها الامارات في اليمن وربما في تاريخها الحديث بمقتل 45 جندياً اماراتيا بضربة صاروخية لمليشيات الحوثي على معسكر للتحالف بمارب في سبتمبر 2015م.
ورغم شدة وطأة هذه الخسارة الثقيلة، الا أنها لم تكن الا دافعاً نحو المساهمة في معركة تطهير أطراف مأرب من مليشيات الحوثي، ولم تأتي نهاية ذلك الشهر الا وجنود الامارات والتحالف مع قبائل مأرب والمقاتلين من أبناء اليمن يلتقطون الصور على سد مأرب، احتفالاً بتحريره من مليشيات الحوثي.
وخلال الأشهر اللاحقة كانت الامارات حاضرة في معارك مأرب الى جانب قبائل مأرب والتشكيلات الأولية لجيش الشرعية ، بجنودها وآلياتها وطائراتها الاباتشي التي لعبت دوراً حاسماً في دحر خطر الحوثي عن مدينة مأرب الى حدود صرواح وهيلان غرباً وحدود الجوف شمالاً، وهي المناطق التي تدور فيها رحى الحرب حالياً.
كان الدور الاماراتي في مأرب واضحاً بل ازداد وضوحاً اكثر مع مغادرتها للمشهد ، فكل ما تم تحريره في جبهات مأرب والجوف وصولاً الى جبهة نهم كان اثناء تواجد الامارات في مأرب ، بين منتصف 2015 وحتى أواخر 2017م ، بغطاء جوي اماراتي ومخازن أسلحة وذخيرة تشرف عليها الامارات التي كانت تتولى الدور الأكبر في مهام التحالف بمأرب في تلك الفترة.
كما كان الدور الأبرز للأمارات في منظومة الدفاع الجوي "باتريوت" التي شكلت سداً منيعاً لمدينة مأرب من صواريخ مليشيات الحوثي ، ودفعت المدينة لاحقاً ثمن مغادرة الامارات جراء تحريض الاخوان ، بتساقط عشرات بل مئات الصواريخ الحوثية عليها خلال الفترة الماضية.
بل دفعت قيادة جيش الشرعية ثمن ذلك، وباتت عاجزة حتى عن عقد اجتماع في مقر وزارة الدفاع بمدينة مأرب ، وكان ابلغ وصف لذلك صورة الاجتماع الذي عقده وزير الدفاع ورئيس الأركان لقادة الجيش في ابريل الماضي في غرفة تحت الأرض "بدروم" بعد ان استهدفت جماعة الحوثي بصواريخها مقر الوزارة لأكثر من مرة.
جاء هذا المشهد محصلة للانهيار الكبير الذي حصل في جبهات الشرعية خلال عام 2020م تساقطت فيه جبهات بأكملها كنهم والجوف مع ما تحتويه من عشرات المعسكرات بيد مليشيات الحوثي لتعلن المليشيات في فبراير الماضي هجومها الأخير لإسقاط مدينة مأرب ، وهو ما فشلت فيه لأسباب عديدة على رأسها تدخل طيران التحالف باعتراف محافظة مأرب.
ليأتي التحالف العربي ويؤكد على مساهمة الامارات مرة أخرى في حماية مأرب والدفاع عنها ، رغم الجحود والنكران الذي تواجه فيه من قبل جماعة الاخوان بل ومن الشرعية الخاضع قرارها لسيطرة الجماعة.