يحكمها السل ويحاصرها الجرب

الجمعه 08 نوفمبر 2019 - الساعة 11:04 مساءً

 

تعز خارج حسابات الحسم والسلام لأنها سلمت قرارها لزعماء عصابات، وعلى ترابها ثلاث سلطات، ونخبتها موزعة بين الأحزاب، ويتكالب على سكانها المجاعة والأمراض ومخالب الانقلاب والانفلات.

يوهمها الأطراف المتصارعة داخلها وخارجها بأنها قلب اليمن، وصاحبة المشروع الوطني، وينسون بأنها تصارع البؤس والحرمان، وعاجزة عن الخلاص من قيود ثالوث اللادولة ( الإمامة، والخلافة، والزعامة) .

لقد عمقت الحرب مأساة تعز بفعل حرب وحصار الإمامة، وتراجع فيها قيم التمدن والتنوير جراء وقوعها في فخ جماعات التدين المغشوش، وفقدت نافذتها البحرية بسبب استراتيجية عزل الساحل عن المدينة.

والاشد وجعا، تملشنت الحياة، وغيبت الدولة، وغرست في عقول الجيل الجديد فيها ثقافة الموت والخراب، وأصبح اللص مسؤولا، والمجرم قائدا، والسفيه بطلا، والإنسان المحترم صامتا أو مطاردا.

والحقيقة اليوم تقول بأن تعز أصبحت قرية كبيرة يحكمها السل، ويحاصرها الجرب غربا وشرقا، وتسببت الحرب في تحويلها من عاصمة للثقافة إلى مستنقع كبير للقمامة.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس