الحل .. انقلاب ناعم

السبت 08 أكتوبر 2022 - الساعة 06:24 مساءً

1- بعيدا عن الخطابات الخشبية وتحليلات عبده عطوان: 

 

يظهر المحلل السياسي والعسكري الروسي  على  الفضائيات ويحلل الوضع بان روسيا هي من تمسك اوراق اللعبة العسكرية والسياسية ، لكن هدا المحلل العسكري او السياسي  لو فكر قليلا ونظر الى نفسه من اعلى الرأس حتى القدم سيجد نفسه مغمس  بالصناعة الغربية بدء بالنظارة والكرافت مرورا بالموبايل وانتهاء بحذاء القدم، فقط لسانه روسي ، لم نسمع يوما ان هناك كمبيوتر روسي او موبايل روسي اوتلفزيون روسي ، حتى بوتين والقيادات التابعة له كل ما لديها من تلفونات واجهزة كمبيوتر مصنعة في الغرب، كل ما يجيده بوتين هو صناعة  الانظمة الديكتاتورية مثل انظمة دول اسيا الوسطى وكوريا الشمالية وايران وسوريا ، وايضا دعم الاقليات اينما وجدت على حساب الدولة الوطنية الجامعة .

 

يجيد بوتين الحديث عن القيم الانسانية لكن جرائمه في سوريا والشيشان تفضحه وتظهر  مدى دمويته وقبحه ،  وهو لايختلف عن بوش الابن والاب واوباما بمافعلوه في العراق وافغانستان والعالم. 

 

روسيا من الداخل تدار بطريقة مافاوية ، القمع الشديد والفساد الرهيب ينخر جسد الدولة الروسية، دولة الزعيم الفرد المخلّص. 

 

 روسيا هي محطة بنزين ومخازن سلاح وهذا السلاح مع الزمن سيتحول الى خردة، من يتابع حرب (اوكرانستان)  يدرك فاعلية السلاح الغربي الفاعل والفعّال والمتجدد وبالمقابل يدرك خردة مخازن السلاح الروسية.

 

كل ما لدى بوتين هي اسلحة نووية لكن قبل ان تصل للخصم ستكون روسيا ( العظمى) رماد فاسلحة الغرب النووية تحيط بروسيا من كل جانب.

 

2- عزلة روسيا الدولية: 

 

روسيا تعيش عزلة مالية واقتصادية بسحب نظام السويفت المالي العالمي عن البنوك الروسية وتعيش عزلة  سياسية ايضا  لقد كان مؤتمر براغ الذي حضره 44 دولة ، ويشكل ناتج هذا الدول مع امريكا واليابان 80 % من الناتج العالمي ، كان هذا المؤتمر اقوى اللطمات السياسية  الموجهة لبوتين فقد حضرت دول صديقة لروسيا مثل ارمينيا واذربيجان ، ارمينيا  وكازاخستان هما عضؤان في دول منظمة الامن الجماعي الذي شكلته روسيا ، فكازاخستان  بدأت بالابتعاد عن روسيا فتصريح وزير داخلية كازاخستان عن هروب مايقارب 200 الف روسي الى كازاخستان مع بدء التعبيئة الجزيئة له دلالاته، وظهر الموقف الكازاخستاني بوضوح اكثر  عندما اعلن الرئيس قاسم توكاييف صراحة أن بلاده لن تعترف بالجمهوريتين المنفصلتين عن أوكرانيا التي اعترفت بهما روسيا( لوغانسك ودونيتسك) ، هذا الموقف كانت وزارة الخارجية الكازاخية قد أعلنته في فبراير/شباط الماضي حين أعلنت حيادها في النزاع بأوكرانيا، مؤكدة عدم نيتها الاعتراف بالجمهوريتين الانفصاليتين، رغم الضغوط التي مارستها موسكو لإثنائها عن هذا الموقف.

 

وبالتوازي مع ذلك، أعلنت كازاخستان أنها لن تنتهك العقوبات الغربية ضد روسيا، كما جاء على لسان توكاييف، حتى دول حليفة مثل الصين وايران لم تعترف باستقلال الاقاليم التي اقتطعتها روسيا من الاراضي الاوكرانية ، لم يعترف بهذا سوى معتوه سوريا بشار ومجنون كوريا الشمالية. 

 

لقد صار من الممكن تسمية  وزير خارجية روسيا بلافروف ( شرف) .

 

3- الرهانات الخاطئة: 

 

المتابع بحيادية بعيدا عن الشطح والجنون والخطابات الخشبية  للشأن السياسي والعسكري في الحرب الروسية الاوكرانية يدرك حجم الورطة الروسية في اوكرانيا ، يدرك اللؤم والخبث الامريكي كيف جرّ روسيا لمستنقع اوكرانستان ، عندما يكون القرار فردي لا مؤسسي ، فرد يحلل ويفلسف الامور في مخيلته كما يريد ثم يقرر وعلى الاخرون تنفيذ رغباته المجنونة هنا تكون الكارثة..

 

-  اعتقد بوتين ان بامكانه حسم معركته المجنونة في اوكرانيا في شهر او اقل كان يعتقد ان بامكانه تنصيب كرزاي موالي لنظامه ولم يحدث.

 

 - كان يعتقد ان الجيش الاوكراني سوف يتشتت ومن بقى سوف يستسلم وهذا لم يحدث.

 

 - كان يعتقد ان الغرب والناتو  لن يكون برأي واحد متحد كما حدث 2014 عند السيطرة على القرم والذي حدث ان الناتو توسع وتمدد بالموافقة على انضمام فلندا والسويد اليه. 

 

- راهن بوتين على امدادات الغاز والنفط الروسي لاوربا وان هذا قد يسبب تذمرا شعبيا في الدول الاوربية وهذا الرهان لم يفلح الان ولن يفلح في المستقبل حتى مع قدوم فصل الشتاء.

 

- ماحدث ان الرئيس الاوكراني صمد في عاصمة بلاده .

 

- ماحدث ان الجيش الاوكراني يتقدم ويستعيد مدن كبيره مثل خاركيف ، ويسيطر على 500كم2 في خيرسون، ومازال يتحكم ب 40 % من زابوروجيا  ، ويستعيد مدينة ليمان الاستراتيجية في دونتيسك، بل امتدت الذراع الاوكرانية اليوم 8/10/2022 الى تفجير جسر كريتش الرابط الرئيسي  بين القرم وروسيا وهي رسالة تقول يدنا طويلة  ،  لقد تمكنت اوكرانيا من امتصاص الصدمة الاولى فتحولت للهجوم. 

 

-ماحدث ان الجيش الروسي مشتت وهش بدليل تراجعه المثير للدهشة في خاركيف ، لم تتمكن خردة بوتين من مواجهة الاسلحة الجديدة والمتجددة والمتطورة للناتو .

 

- ما حدث ان حلف الناتو وخلفه كل الغرب صار متحد اكثر واكثر اصرار في مواجهة جنون بوتين الى ما لا نهاية . 

 

- ماحدث ان الدعم الامريكي وصل الى 16 مليار دولار لدعم اوكرانيا تسليحا ومثله دعم اوربي  خلال ستة اشهر من الحرب.

 

4- خسائر الجنون: 

 

بالتأكيد هناك خسائر للدول الاوربية والعالم من هذه الحرب لكن الخاسر الاكبر هي روسيا 

 

- ما حدث ان  واشنطن وحلفائها من الدول الغربية حضرت  البنوك الروسية الكبرى من خدمة الرسائل المالية SWIFT، واستهدفت البنك المركزي في البلاد وفرضت حظرا على النفط والغاز الروسي.

 

- ماحدث في الاسابيع الاولى من الحرب  انه تم مصادرة ما يقارب من 250 مليار دولار من الاحتياطي النقدي الروسي والذي يبلغ 645 مليار دولار  في اوربا وامريكا ومصادرة ما يقارب من 50 مليار دولار من اموال رجال اعمال روس .

 

- ما حدث ان حزم عقوبات الدول الاوربية وحلفائها تزداد وتتوسع  على روسيا  فقد بلغت ثمانية  حتى شهر اكتوبر الجاري ، وسوف تزداد كلما طالت الحرب وتوسعت ، حيث قال المندوب الروسى الدائم لدى المنظمات الدولية فى فيينا ميخائيل أوليانوف، "إن الدول الغربية وحلفائها فرضت 11 ألفا من العقوبات والقيود المختلفة على روسيا وشملت هذا العقوبات اكثر من 7116 كيانا روسيا وأصبحت روسيا رائدة في العقوبات المفروضة عليها ،  وشملت العقوبات على روسيا جميع المجالات بما فيها الاقتصادية والثقافية والرياضية.

حيث يرى مراقبون اقتصاديون ان حزم العقوبات على روسيا اشبه بحرب نووية ( مالية).

 

ما حدث ان روسيا خسرت عسكريا  في ستة اشهر من معركتها المجنونة التالي: 

 

خسائر الجيش الروسي حتى شهر اغسطس 

 

وفي إحصائية اقرب للصحة.  خسر أكثر من 43 ألف شخص، وأكثر من 1800 دبابة، وأكثر من 4100 ناقلة مدرعة.

 

كما خسر الجيش الروسي نحو 1000 مدفع، و261 نظام إطلاق صواريخ متعدد، و136 نظام دفاع جوي، و233 طائرة نفاثة و195 مروحية.

 

كما الخسائر شملت أيضا 787 طائرة بدون طيار، و187 صاروخ كروز، و15 سفينة حربية وزورقا، وأكثر من 3 آلاف صهريج وقود، و92 معدات خاصة.

 

وخسر الجيش الروسي ايضا  هذا المعدات الهامة من سلاحه : 

- السفينة الحربية "موسكفا" التي تقدر قيمتها بنحو 750 مليون دولار.

 

– طائرة من طراز (Il-76) قيمتها 86 مليون دولار.

 

– سفينة هجومية برمائية "ساراتوف" بقيمة 75 مليون دولار.

 

–  طائرة من طراز (Su-30SM) بقيمة 50 مليون دولار.

 

– طائرة من طراز (Su-34) بقيمة 40 مليون دولار

 

5- الخاتمة.

 

الحرب لا تختصر بالسلاح النووي، أو شعارات التعبئة المعنوية .

الحرب موارد وسلاح وتكنولوجيا واتصالات وتموين وإمداد واستخبارات وتحالفات قوية وسياسات واستراتيجيات وتكتيكات وخطط .

 

روسيا لا تواجه أوكرانيا في هذه الحرب، بل تواجه اكثر  ثلاثين دولة غربية يشكل ناتجها القومي 70% من الناتج العالمي ، فدول السبع لوحدها  (كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة).

 

 تستحوذ علي 60 % من الثروة العالمية ( 320 تريليون دولار ) ، في حين ان روسيا كل الاحتياطي لديها  ( 645)مليار دولار  وتم تجميد 250 مليار دولار منها  في بنوك اوربا وامريكا.

 

 الناتج القومي لدولة روسيا ( العظمى) !!لايتجاوز 1.4 تريليون وهو من عائدات النفط والغاز والسلاح وهو اقل بكثير من الناتج السنوي لولاية امريكية مثل  كاليفورنيا ، بل اقل من ناتج شركة مثل امازون او تسلا..

 

 في الاشهر القادمة سوف يشعر الشعب الروسي في تأثير العقوبات عليه وعبثية المعركة وسوف يزيد ويتوسع اكثر تأثير هذه العقوبات، وعندما تصل العقوبات الى اقصى مدى ويقابلها صمود اوكراني ستكون لحظتها هناك رغبة حقيقية لدى الروس في ازاحة بوتين عن المشهد..

 

واعتقد في اللحظة الحرجة والتي قد يتمادى بوتين في جنونه ويفكر جديا في استخدام السلاح  النووي ففي هذه اللحظة الحرجة سيكون هناك مبرر اخلاقي مدعوم شعبيا في  تنحيته بصورة ناعمة من قبل الجيش والمخابرات الروسية، ومن ثم الجلوس على طاولة المفاوضات .

111111111111111111111

د.عبدالرب بن جبر

2022-October-15

تحليل جيد . لكن يعكس وجهة نظر طرف خصم للرئيس بوتين . بل تجاهل وجهة نظر الطرف الروسي . بوتين وقع بين نارين اما ان يفرط بمصالح بلاده الامنية كما عمل اسلافه او مواجهة هذا الخطر الجديد القادم من أوكرانيا المدعوم من الناتو . رغم معرفته الفرق بين المقدرة الاقتصادية لروسيا  والغرب. فهل كان لزاما على بوتين ان ينتظر الناتو حتى يطوق روسيا وينشر صواريخ على مقربة من موسكو؟.. ولهذا أختار بوتين التصدي للتهديد الجديد . ولديه من الوسائل التي يعتمد عليها لتحقيق ما يصبو إليهمن ضمنها النفط والغاز وما سحب من البنوك الغربية قبل العملية العسكريه في أكرانيا . كما ان روسيا تمتلك ترسانة نووية تعد الاولى على مستوى  العالم  ناهيك عن قدرة صاروخية فرت صوتية حديثة تهدد مضاجع الغرب. علينا ان لا نتعجل في الاحكام فما زال في جعبة الطرفين الكثير من المفاجآت والايام هي خير من ينبيء.

د.عبدالرب بن جبر

2022-October-15

تحليل جيد . لكن يعكس وجهة نظر طرف خصم للرئيس بوتين . بل تجاهل وجهة نظر الطرف الروسي . بوتين وقع بين نارين اما ان يفرط بمصالح بلاده الامنية كما عمل اسلافه او مواجهة هذا الخطر الجديد القادم من أوكرانيا المدعوم من الناتو . رغم معرفته الفرق بين المقدرة الاقتصادية لروسيا  والغرب. فهل كان لزاما على بوتين ان ينتظر الناتو حتى يطوق روسيا وينشر صواريخ على مقربة من موسكو؟.. ولهذا أختار بوتين التصدي للتهديد الجديد . ولديه من الوسائل التي يعتمد عليها لتحقيق ما يصبو إليهمن ضمنها النفط والغاز وما سحب من البنوك الغربية قبل العملية العسكريه في أكرانيا . كما ان روسيا تمتلك ترسانة نووية تعد الاولى على مستوى  العالم  ناهيك عن قدرة صاروخية فرت صوتية حديثة تهدد مضاجع الغرب. علينا ان لا نتعجل في الاحكام فما زال في جعبة الطرفين الكثير من المفاجآت والايام هي خير من ينبيء.

د.عبدالرب بن جبر

2022-October-15

تحليل جيد . لكن يعكس وجهة نظر طرف خصم للرئيس بوتين .بل تجاهل وجهة نظر الطرف الروسي . بوتين وقع بين نارين اما ان يفرط بمصالح بلاده الامنية كما عمل اسلافه او مواجهة هذا الخطر الجديد القادم من أوكرانيا المدعوم من الناتو . رغم معرفته الفرق بين المقدرة الاقتصادية لروسيا والغرب. فهل كان واجب على بوتين ان ينتظر الناتو حتى يطوق روسيا وينشر صواريخ على مقربة من موسكو. بوتين اصبح في وضع صعب بسبب تفريط أسلافه بامن روسيا وكان عليه ان يختار التصدي للتهديد الجديد .


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس