مدونة " الولاية " الأهداف والدلالات..

الاحد 13 نوفمبر 2022 - الساعة 06:17 مساءً

يأتي اصدار الميليشيات الحوثية لما سمى بمدونة السلوك الوظيفي كحلقة من حلقات الانقلاب على الدستور والقانون وعلى مؤسسات الدولة وعلى  النظام الجمهوري...     

               

وتمثل هذه المدونة نوعا من فرض الوصاية المذهبية والطائفية على الموظفين  ومحاكمة ضمائر الناس والتأسيس لمحاكم تفتيش طائفية شيعية  لمحاكمة ومعاقبة المخالفين للجماعة  والغير مؤمنين بمبدا الولاية, ومنح صكوك الغفران ومفاتيح الجنة للمقرين بسيادة السلالة وسلطة الجماعة والمؤمنين بالولاية و التابعين للمذهب والطائفة و السائرين على درب المسيرة..

 

ومن خلال مضمون المدونة  وما ورد فيها بشكل مباشر وصريح من إلزام للموظفين بالاقرار والايمان بمبدأ ومفهوم " الولاية " يتضح ان الهدف الحقيقي للميليشيات الحوثية من وراء إصدار هذه المدونة هو السعي لترسيخ مفهوم الولاية ثقافيا ومجتمعيا وعقائديا ومنهجيا , والذي يأتي كخطوة محورية وتاسيسية لفرض العقيدة المذهبية والطائفية للميليشيات الحوثية واسيادها في ايران على شريحة كبيرة كشريحة الموظفين كمقدمة لفرضها على المجتمع والشعب ..

 

وكخطوة هامة في طريق الجماعة لاستنساخ نموذج أكثر تشويها من النظام الايراني والتأسيس لنظام سلالي طائفي ثيوقراطي يقوم على اساس مبدأ  " الولاية " وخرافة " الامامة " ..

 

والى جانب هذا الهدف الاساسي واضافة اليه فان للميليشيات الحوثية بالطبع اهداف اخرى عديدة مباشرة وغير مباشرة تسعى لتحقيقها من خلال هذه المدونة ومنها :

 

1 -  تشديد القبضة الامنية للجماعة داخل المكاتب والمؤسسات بصبغة دينية وطائفية  وفرض المزيد من القيود على الموظفين والعمال وارهابهم كخطوة استباقية لأي احتجاجات قادمة للموظفين في مناطق سيطرة الحوثين للمطالبة بالمرتبات والحقوق المشروعة..

 

2 -  تكميم الأفواه والحد من تأثير الاعلام الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي وتكريس ثقافة القطيع الصامت..

 

3 - ومن جانب اخر فان اصدار هذه المدونة قد يمثل خطوة استباقية لاحتمال صرف مرتبات الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين من قبل الشرعية..

 

4  - توسيع دائرة التدجين الطائفي..

 

5 - استكمال هيمنة وسيطرة الميليشيات الحوثية على الجهاز الاداري والمكاتب الحكومية ومؤسسات الدولة وما يسمى بالحكومة العميقة التى كان يسيطر عليها او على النسبة الاكبر منها المؤتمر الشعبي العام , و العمل على تنقية المؤسسات من المخالفين والغير ماولين وحتى من حلفاء الجماعة وشركائها في الانقلاب ..

 

6 - تكريس وتعزيز هيمنة  وسلطة المشرفين داخل المكاتب والمؤسسات والجهاز الاداري..

 

7 -  ايجاد المبرر لتسريح اعداد كبيرة من الموظفين الغير ملتزمين بالمدونة او المخالفين لبنودها اوالغير موقعين على الاقرار والالتزام الخطي بالدونة وبالولاية و غير الموقعين على تجديد عقود التوظيف  وكذلك النازحين منهم والمطاردين من قبل الميليشيات و كذلك الذين قد يضطروا الى النزوح او الفرار وترك عملهم تحت ضغط ومضايقة الممارسات الحوثية وما تفرضه عليهم هذه المدونة من فروض وقيود., واستبدال وإحلال اخرين بديلا عنهم من ابناء السلالة والطائفة ومن اتباع وانصار الجماعة والموالين لها.

 

8 - تحشيد وحشدالجهاز الاداري والموظفين والعاملين وراء الميليشيات في حربها المشؤمة وكحاضنة وداعم مالي وإعلامي وثقافي ومعنوي. , وكمخزون بشري يمكن ان يرفد الجبهات والمقاتلين عند الحاجة..

 

9 -  القضاء على ما تبقى من مكتسبات ثورة 26 سبتمبر والثورات والحركات الوطنية بشكل عام والمتعلقة بالبناء المؤسسي والاداري وقوانين العمل والحقوق المكتسبة والمكفولة للموظفين والعمال وما يتعلق بالعمل النقابي والحقوقي وما تبقى من مفهوم المواطنة المتساوية والعودة الى مفهوم " الرعية " واستعادة واستنساخ  مفهوم " رعية الامام "  وتحويل الموظفين من موظفي دولة الى " رعية للسيد " ..

 

10 - مصادرة الحقوق القانونية والدستورية والنقابية والقضاء على ما تبقى من النقابات والعمل النقابي والحقوقي ..

 

11 - قد تمثل المدونة الحوثية وسيلة مخابراتية وغطاء لجهاز الاستخبارات الخاصة بالجماعة ..

 

وغيرها من الاهداف التي ستكشف عنها الأيام القادمة والخطوات والممارسات القادمة للميليشيات الحوثية

 

وبالطبع وكما كان هاك خطوات وحلقات سابقة لهذه الخطوة ولهذه الحلقة في الجيش والامن والقضاء والاعلام والتعليم والمدارس والجامعات والأوقاف والمساجد والمنابر  وغيرها من القطاعات والمجالات ..

 

فسيكون هناك خطوات اخرى وحلقات اخرى ومدونات ووثائق حوثية جارودية ايرانية اخرى قادمة تشمل مختلف القطاعات العامة والخاصة ومختلف الشرائح الاجتماعية.

 

ومن خلال الخطاب الحالي للجماعة و بعض الإشارات والمؤشرات الواردة في هذه المدونة فاعتقد ان المدونة القادمة سوف تستهدف  تبقى من هامش إعلامي والصحافة الالكترونية والاعلام الإلكتروني بشكل خاص  ووسائل  التواصل الاجتماعي , وكذلك المرأة وفرض المزيد من القيود على المرأة وعلى حركتها وعملها وتعليمها ومشاركتها وما يتعلق بها من انشطة مختلفة....

 

وقد يكون للقطاع الخاص والأعمال التجارية والأعمال الحرة نصيبها من المدونات ..

 

ولن يتوقف طوفان المدونات والوثائق والممارسات الحوثية عند حد معين وسيصل حتى الى حلفاء وشركاء او من يعتقدون ويتوهمون انهم شركاء للجماعة والى بعض المؤيدين للميليشيات وللانقلاب و من جعلوا من انفسهم طبولا وابواقا للميليشيات الحوثية وللمشروع الايراني الخبيث  ...

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس