‏اليمن الذي نريد...!!

الخميس 13 يوليو 2023 - الساعة 12:34 صباحاً

نسعى لوجود دولة مؤسسات بشكل فدرالي من إقليمين جنوبي و شمالي ، و إعادة النظر في التقسيم الإداري في إطار كل إقليم بما يحقق التوازن و التوزيع العادل للفرص ، كما أنه في أطار كل إقليم يمكن ان تكون هناك مناطق تقع تحتها عدة محافظات اي ان الشمال سيكون مثلاً ثلاث مناطق او ولايات كل ولاية تظم 5 محافظات ويكون لها مجلس تنفيذي في إطار الولاية يخصص له 30% من موارد هذه المحافظات و 30% كنسبة لكل محافظة من مواردها ، و 40 % مورد سيادي للحكومة الفدرالية التي ستكون مناصفة بين الجنوب والشمال ويكون مقرات الوزارات الخاصة بالحكومة الفدرالية موزعتين بالتساوي نصفهن في عدن و النصف الآخر في صنعاء..!

 

اما إقليم الجنوب فيحدد مناطقه او ولاياته ابناءه..!

 

و بخصوص الجيش تكون وزارة الدفاع في عدن و هي من ترسم خارطة توزيعه و إنتشاره لضمان عدم الانجرار لصراع وايضاً لخلق ثقة لدى الجنوب بحيث يكون شأن الجيش هم من يقرر توزيعه وخطة ومناطقة..!

 

ويكون لكل منطقة او ولاية امنها الخاص بحيث يوزع بالتساوي بين المحافظات في اطار كل ولاية او منطقة..!

 

لن نخوض في تفاصيل مثل النظام الانتخابي والخ.. لكن اليمن الذي نريد هو دولة لا مركزية لها خصوصيتها الإدارية المتوازنة التي تبدد المركزية وتنهي الاحتكار لسلطة و تخلق نموذج عادل لتوزيع العادل للفرص، مما يجعل هناك مناخ وبيئة مناسبة لتنافس في الإنتاج والتطور والابداع وليس العكس..!

 

وهذا لن يتم دون ان يكون هناك مشروع حقيقي بهذا الاتجاه يضع في الأعتبار ان اولى الاولويات هو الصدق مع الاشقاء والسعي معهم من خلال تعاون أمني و اقتصادي ومسار سياسي متقارب، و عدم حشر اليمن في صراعات او خلافات تنعكس سلباً على مصالحه ووضع شعبه المعيشي او على جيرانه بل انه من المهم ان يكون هناك خصوصية في خلق نظام سياسي جديد مستقل، ولكنه صديق صدوق اولاً للمملكة العربية السعودية كونها امتداد لليمن وعمق وترتبط اليمن والمملكة بحدود كبيرة و مصير مشترك اما اللغة والدين والثقافة فهي من منهل واحد..!

 

و ثانياً مع بقية دول الخليج بعلاقات نديه صادقة و شراكات تضع في الاعتبار مصلحة الشعب و الاشقاء بما يجعل اليمن نقطة لقاء وتوافق لا العكس، وهذا لا يعني الاحجاف بحق دولة شقيقة ايضاً لها دور كبير وتأتي بعد المملكة في دعمها وموقفها وهي الإمارات، وهذا لا يعني تمايز لكن من باب الاقرار بالجميل لما قدمته من دعم و دم في معركة تاريخية إعادت اليمن لعمقه في حين كاد ان يصبح جزء من ولاية الفقيه.

 

والأهم هو وجود يمن ليس تابع لأحد ولكن ند له سياسته الخاصة التي لا يمكن لها ان تكون جزء من اي سياسة ضد اشقاءه في الخليج..

 

هذا هو ما نريد واليمن الذي يمكن له الاستقرار في حال وجد من يقوده بتوازن ويجعله شقيق لجيرانه وصديق، و حيث يجب ان يكون، ولا يتم حشره في صراعات لا جدوى ولا فائدة منها، حتى لو ان هناك تباين او خلاف اذا قدر الله بين اشقاءه يجب ان يكون عامل يعزز التقارب ولا ينحاز لطرف ضد اخر لكنه من الحكمة ان يكون نقطة لقاء..

 

هذا اليمن الذي نريد مهما كان حجم الإزدهار والرخى والاقتصاد يجب ان يظل كجزء من محيطه ولا يشذ او يدفعه الغرور او تقلبات الزمن لتفكير في الهيمنة لأن من اراد ان يكون له وجود وسياسه مستقلة عليه ان يطبقها كدولة وسلطة على نفسه، ولا يفكر بممارستها خارج سياجه الوطني..!

 

هنا اضع تصور خاص بي و امنية لشخص بسيط لا صاحب قرار يمكنه أن يحدد شكل الدولة و سياستها لأنه مجرد كاتب وباحث وليس مشرع ولا صاحب قرار ولا يمثل الشعب خصوصا في الجنوب فمن حقهم ان يقرروا ما يريدوا من خلال استفتاء خاص بهم.

 

لكني اتمنى ان يكون في اليمن جنوبه وشماله من يفكر بهذا الشكل ويسعى لخلق دولة تضع في الاعتبار سياسة التوازن المستقلة و المبنية على مصلحة الشعب ومصالح الاشقاء ،و اهمية العلاقة الاخوية معهم فيما يخص امنهم القومي ورفض كل ما من شأنه المساس به وبمصالحهم، و كذلك الأمن الدولي والمصالح الدولية. ويكون اليمن جزء من محيطه الخليجي اولاً ، وامته العربيه والمجتمع الدولي.. وليس منصة لتهديد الاشقاء  والإقليم والمصالح الدولية.

 

*  كاتب وباحث سياسي والأمين العام لمجلس شباب سبأ

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس