مافيش دولة.. !!

الاحد 17 سبتمبر 2023 - الساعة 06:37 مساءً

منذ بدأ الإضراب في تعز وهذه العبارة تتردد على اسماعنا ونسمعها يوميا من أفواه المخذلين و المعارضين والرافضين للإضراب ومن بعض الإدارات التربوية والموجهين وحتى من بعض أصحاب القضية من التربويين والمعلمين,

 

فكلما تحاورنا مع عساكر النقابة عفوا اقصد عناصر " النقابة " المخذلين والرافضين والمعارضين للإضراب بادروا بالقول " مافيش دولة  "، من سيسمع لكم وبكم وبإضرابكم ؟ ومن  سيستجيب لكم ؟ فلا تتعبوا أنفسكم ولا تظلموا الطلاب ؟!

 

والغريب انهم لم يطرحوا نفس هذا الكلام ولم ينفو وجود الدولة عندما نفذت " النقابة المبجلة " وقفة احتجاجية قبل أكثر من شهر أمام المقر المؤقت لمحافظة تعز ثم دعت لمسيرة حاشدة ونفذتها الاسبوع الماضي إلى نفس المكان وعرجت بشطرها على وادي القاضي , وفي بيان الوقفة وأخيه بيان " الوادي " طالبت الحكومة ومجلس القيادة بنفس المطالب التي يطالب بها المعلمين المضربين في تعز الشرعية , وبين الوقفة والمسيرة وجهت النقابة رسائل ومذكرات عاجلة إلى رئيس الحكومة ورئيس الدولة رئيس مجلس القيادة ورئيس مجلس النواب ... ضمنتها نفس المطالب تنقص او تزيد !

 

فإذا كان مافيش دولة ومافيش حكومة كما يرددون  فإلى إي حكومة والى إي دولة وجهة " النقابة " خطابها وطرحت مطالبها في وقفتها ومسيرتها ورسائلها ومذكراتها ؟.

 

والى اي دولة والى إي حكومة أرتحل يوم أمس السبت النقيب المبجل مع وفد الوكلاء ومدراء العموم للمشاركة في ماراثون المباحثات والمشاورات المزعومة حول صرف الراتب العليل ....؟!

وهل للنقابة حكومة اخرى ودولة اخرى غير حكومة ودولة المعلمين المضربين ؟!

 

ومنذ بدأ الإضراب في تعز  ونحن نسمع بشكل مباشر وغير مباشر  العبارة " مافيش دولة " تردد على ألسنة بعض الإدارات المدرسية وبعض القيادات التربوية وبعض الموجهين و الزائرين والمراقبين والمفتشين الماليين.. .وهم يحاولون إقناع المعلمين المضربين بتوقيف الإضراب والتحلي بالمزيد من الصبر والحكمة ..., فلا جدوى من الإضراب ولن يسمعهم احد ولن يستجيب لهم احد وعليهم أن يقدروا ظروف البلد  !

 

 وبعد الحوار والنصح ...تتغير نغمتهم ونبرتهم وترتفع أصواتهم محذرين ومذكرين بالقانون ومؤكدين على الإلتزام بالقانون واللوائح القانونية و النظم و الخطوات والإجراءات النقابية ..,  ملوحين بتكثيف النزول والزيارات ومنذرين بالمزيد من الحزم وتشديد الرقابة  ومتوعدين بالعقوبات والخصميات و......!

 

 والغريب ان الحكومة والدولة تغيبان لديهم عند الحديث عن الإضراب والاحتجاج و المطالبة بالحقوق المشروعة ...بينما تحضر الحكومة وتحضر الحكومة و يحضر القانون عندما يتعلق الأمر بالواجبات و بالتضيق والضغوط والعقوبات والخصميات والاستقطاعات....!

 

وحتى بعض التربويين المحرومين والمعلمين  المساكين المتحفظين والغير مشاركين في الإضراب يرددون نفس العبارة فيقولون لك محبطين " مافيش دولة " مافائدة الإضراب , ماذا حققنا في العام الماضي.. وسرعان ما يعودون و يسألونك عن " الوديعة " و أخبار الراتب المغيب والعلاوات والتسويات المقيدة المغيبة..., شاكين حالتهم المزرية و متحسرين على حالهم ووضعهم المزري.., موجهين اللعانات للفساد والفاسدين وتجار الحروب, مباركين ومشيدين بصمود واضراب المعلمين في صنعاء وأخواتها الأسيرة.., مرددين الأخبار عن بعض ما حققه زملائهم في عدن وبعض أخواتها جنوبا..., وما ناله اخوة لهم في مأرب الرشيدة , مشيدين " بكرم العرادة " متغنين " بدولة العرادة "...!!

 

واخيرا ماذا يقول المعلم للتجار وأصحاب البقالات... , والافران ووكلاء الغاز والمؤجرين والمطالبين بالاقساط .., وأصحاب الديون والصيدليات والمستشفيات.. ولأسرهم  وأولادهم في المدارس والمعاهد والجامعات ...؟!

 

وهل سيقدرون ظروفه ويسامحونه ويتركونه في حاله اذا قال لهم  كما تقولون  " ما فيش دولة " ؟!

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس