أسلمة االقضية واختزالها...

الاحد 12 نوفمبر 2023 - الساعة 09:09 مساءً

كن إنسانا ثم اعتنق ماشئت من الأديان، كعادتها تحاول  الجماعات المتأسلمة بكل تنوعها المذهبي اختزال القضايا الكبرى بما يتوائم ويتلائم مع طبيعة تكوينها ونشأتها فهي تختزل المسلمين في مذاهب وطوائف ، وتختزل المواطنة في الدين، وتختزل الإنسانية في الدين ، هي تشيطن كل مختلف وتعطي القداسة والملائكية لافرادها وإن كانوا شياطين، هي تختزل صراع العرب مع الفاشية الصهيونية في دين محدد..

 

مثل هذه الجماعات الدينية الممتهنة للدين حرفيا لاتؤمن أن الشعوب رغم تنوعها العرقي والديني تشتىرك في قيم إنسانية جامعة ، عندما تخرج الشعوب في امريكا اللاتينية وأوربا وكل قارات العالم تدافع عن شعب فلسطين وقضيتة العادلة فهي تدافع عن الإنسان والقيم الانسانية المشتركة والجامعة..

 

هذه الجماعات المتأسلمة لا تفرق بين الشعوب والنخب هي تختزل المختلف دينيا بالعدو ، عندما تحاول الجماعات المتأسلمة اختزال معركة غزة في دين معين هي تجرح مشاعر اخوة لنا في التاريخ والإنسانية وهم جزء اصيل في الجغرافيا و الصراع في مواجهة الفاشية الصهيونية ، من يموت في غزة هو العربي المسلم والعربي المسيحي..

 

لذلك اختزال معركة غزة في دين محدد يقضي على عالمية وإنسانية نضال الشعب الفلسطيني ، المسيحيون العرب هم جزء اصيل من المشروع العربي الجامع   ، لكن جماعات التأسلم الكذوب والزائف على مدى أكثر من تسعين عاما لم تتغير رؤيتها   لطبيعة الصراع ، لاتدرك كارثة التفريق بين أسلمة القضية وانسنتها ، لاتدرك مخاطر التفريق بين الدولة الدينية ودولة المواطنة .

 

اليوم يستفزك كتبة الإخوان فيما يكتبون ويستفزك أكثر اسطرة القضية ومحاولتهم تركيبها بطريقة تخالف العقل والمنطق وأن كتيباتهم تقول لهم أن الدولة اليهودية تنتهي بمرور ثمانية عقود ، هكذا يتم تسخيف واسطرة المعركة ، مثل هولاء كان زعيقهم وما يكتبون عناوين خراب ،فجلبوا على هذه الامةالمزيد من البرقعة والتطييف والتقطيع ، حولوا ربيع العرب إلى علقم تتجرعه الشعوب..

 

  واليوم تعمل اقلام جماعة التأسلم الكذوب والزائف على إسقاط ما يحدث في غزة بما يتلائم مع اساطيرها وتخاريفها  فهي في كل محنة تنظر للخلف لا للحاضر والمستقبل ،تقلب كتيباتها بحثا عن حلول للحاضر والمستقبل ، هي جماعات فقيرة الخيال ولديها حول في الرؤية وبلادة في الذهن  ، ومثل هذه الأساطير و التخاريق  سمعنها سابقا من مشائخ اللحى المحمرة في حروب  أفغانستان وفي ساحات ربيع العرب في اليمن ومصر وسوريا والعراق وليبيا ، والنتيجة انظروا المشهد البائس والتعيس الذي تعيشه شعوب هذه الدول .

 

اتركوا غزة تقاوم فقدعملت ما لم تعمله جيوش دول لكن يبقى السؤال إلى أي مدى يمكن لغزة أن تصمد وتقاوم ؟!  .

 

الصورة الواضحة أمام هذا التأمر الإقليمي والدولي والواضح لكل مشاهد أن المطلوب اخراج الفصائل المقاومةبكل تنوعها  من المشهد وإحلال سلطة  عباس الرخوة ، وهي سلطة أداة لها وظيفة مرسومة سلفا لا علاقة لها بالمقاومة ، ودورها لا يختلف عن دور اي نظام عربي ، لكن بما حققته فصائل المقاومة الفلسطينية سيبقى نصر عظيم تقرأه الأجيال، سيبقى معجزة مدهشة ومبهرة، فصائل المقاومة في غزة تقف وحيدة في مواجهة الاشقاء الاشقياء والاعداء ، نقول لكتبة الإخوان لاتشطحوا بعيدا اقتربوا من العقل وابتعدوا عن الأسطرة وانظروا للواقع كما هو .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس