الإصلاح في مرحلة قوة وليس ضعف
الاثنين 02 مارس 2020 - الساعة 01:46 صباحاً
سقوط الجوف كان نتيجة طبيعية لقوة حزب الإصلاح وتماسك قواته هناك بشقيها العسكري والقبلي، وهو كذلك تجسيدا حقيقيا على سيطرته الكاملة على ما تسمى بالشرعية، واقصاءه لكل القوى السياسية والعسكرية الأخرى، وهذا المشهد سبق وأن شاهدنا في نهم وسنراه قريبا في مأرب.
حزب الإصلاح الذي استطاع خلال خمس سنوات فارطة من تشكيل جيش داخل الجيش يدين بالولاء والطاعة له، وكذلك نجح في تأسيس دولة داخل الدولة تابع له، ليس في مرحلة ضعف كما يظن البعض، بل انه في اوج قوته وتوحيد صفوفه ووضوح أهدافه ومراميه، وهذا الأمر مكنّه من التمسك بورقة ضغط سياسية قوية يستخدمها على حلفائه المحليين والإقليمين (شرعية هادي والسعودية)، وكذلك يشهرها في وجه الحوثيين ويساومهم من خلالها على الكثير من الاتفاقيات السرية.
لا يكترث حزب الإصلاح بالنتائج المترتبة على تكتيكه السياسي والعسكري والتي حتما ستكون كارثية على اليمن إجمالا وكذلك على التحالف العربي ، فهو اولا واخيرا لديه مشروعه الخاص بالتنظيم الدولي للإخوان الممتد من قطر إلى تركيا، وما دام المركز بخير (قطر وتركيا) فهو بالضرورة بخير، ولتذهب اليمن إلى الجحيم ما دامت خارج سيطرته.
منطق حزب الإصلاح يقول اما أن احكم اليمن واسيطر على كل قطرة نفط فيها واما ان نسلمها للحوثيين، وعلى التحالف العربي والمجتمع الدولي ان يختار بين تيارين دينيين يجمعهم الولاء للخارج واوهام الدولة الإسلامية الكبرى.
سقوط الجوف وتمكين الحوثيين منها هو رسالة حزب الإصلاح للملكة العربية السعودية وتهديد مباشر لها، لاعتبارات جغرافية سفتح الطريق الشمالي إلى الأراضي السعودية مما يمهد لمعارك مباشرة ومفتوحة بين الحوثيين الذين غنموا اسلحة ثقيلة ومتطورة وبين السعودية، وهذا هو الهدف الرئيسي لحزب الاصلاح.
لا أحد يستطيع التنبؤ كيف ستتعامل الرياض مع هذه المستجدات العسكرية الخطيرة وما مصير الشرعية المتمثلة بالرئيس هادي عقب مغامرات الإخوان المجنونة، وكيف سيكون الموقف الدولي بعد أن نسف الإخوان تضحيات خمس سنوات مضت، وعلى اثرها أعاد الحوثيون سيطرتهم على كل الشمال باستثناء عاصمة محافظة مأرب معقل الإخوان؟
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك
منير سداح
2020-March-02غبي انت الى حد كبير .. كيف يسلم العكيمي الجوف للحوثيين وهو يقدم أبناءه الأول فالثاني دفاعاً عن المحافظة..