وجهة نظر : حول الحياة والإنسان والدين من القرآن الكريم (١)

الاحد 12 ابريل 2020 - الساعة 11:05 مساءً

 

الحياة ثم الإنسان ثم الدين، سننطلق من هذا التسلسل، حتى نتمكن من أيضاح القيمة الوجودية كما جاءت في القرآن الكريم، في محاولة لإبراز القيمة الوجودية لكل منهما بشكل منفصل، لعلنا نتمكن من الوصول الى مفهوم عام واضح يجعلنا أمام صورة عامة واضحة، يكون " التوافق والتكامل بين" الحياة والإنسان والدين هو السمة الأبرز، ما يعني اننا امام محاولة رسم لوحة فنية، ابرز معالمها "الحياة والإنسان والدين

ولرسم اللوحة الفنية بالشكل المطلوب، سنجد انفسنا امام تساؤل مهم: يكمن حول ماهية الفكرة العامة للصورة وفقاً لتلك المعالم؟

وللوصول للفكرة العامة، سنجد انفسنا امام تساؤل اخر مهم: يكمن حول إدراك ومعرفة ابرز القيم الوجودية المُشتركة بين تلك المعالم، وهذا ما يجعلنا امام ضرورة دراسة وبحث القيم الوجودية لكل معلم بشكل منفصل؟

وبإدراك ومعرفة ابرز القيم الوجودية المُشتركة بين المعالم العامة، ستُصبح عملية دمجها في فكرة عامة مشتركة امر ممكن وسهل.

وقبل البدء ، هناك امر يتوجب لفت الإنتباه حوله، نظراً لما له من اهمية تكمن في وجوب الإيمان ب" الحياة والإنسان و الدين " كقيمة مشتركة، لن تتجلى إلا بالحفاظ على القيمة الوجودية لكل منهم، فلا تمييز لاي واحدة على حساب الأخرى، فاي محاولة لتغييب أي قيمة سيؤدي بالضرورة الى إفساد القيمة المشتركة، الهدف الرئيس لوجودهم معاً، فقيمة وجود اي منهم مرتبط بشكل اساسي بقيمة وجود البقية.

- الحياة:

ذكر الخالق سبحانه وتعالى القيمة الوجودية لها في الآية الكريمة (ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَیَوٰةَ لِیَبۡلُوَكُمۡ أَیُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡغَفُورُ) صدق الله العظيم.

وفقاً للآية, ما من سبيل للحفاظ على القيمة الوجودية للحياة إلا بأحسن الاعمال، فبها تحُافظ الحياة على قيمتها إن ظل العمل فيها في حالة تحسن دائم ومستمر، فما من دليل على بقاء الحياة وإستمرارها إلا بالأعمال المُتجددة. 

انتاج أحسن الأعمال مُرتبط بشكل اساسي بالحياة وإنطلاقاً من السنن والقوانين الفاعلة والناظمة لها، ما يجعل عملية بحث ودراسة السنن والقوانين أساساً هاماً ، بل وسبيل وحيد لأنتاج أحسن الأعمال، ذلك لانها ثابتة في كل زمان ومكان، ولا تبديل لها ما يجعل عملية أنتاج احسن الأعمال مرتبطة بشكل اساسي بالتراكم المعرفي للامم والشعوب، وهنا تكمن اهمية دراسة وبحث تجارب الامم والشعوب السابقة، سواءً فيما يخص المجال المعرفي لها او في معرفة الاسباب التي ادت الى إندثارها وفنائها، ولأجل ذلك هناك العديد من الآيات القرانية الدالة على ذلك، سنذكر بعض منها هنا للتأكيد:

.(قُلۡ سِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُوا۟ كَیۡفَ بَدَأَ ٱلۡخَلۡقَۚ ثُمَّ ٱللَّهُ یُنشِئُ ٱلنَّشۡأَةَ ٱلۡـَٔاخِرَةَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ) صدق الله العظيم .

.(سُنَّةَ ٱللَّهِ فِی ٱلَّذِینَ خَلَوۡا۟ مِن قَبۡلُۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِیلࣰا) صدق الله العظيم.

.(قُلۡ سِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُوا۟ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِینَ) صدق الله العظيم.

----------------

يُتبع(٢)

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس