عن القائد العظيم

الاحد 12 ابريل 2020 - الساعة 11:25 مساءً

 

إن القائد السياسي العظيم هو القائد الذي يتخلى عن القيادة في الوقت الذي يظل فيه، موجود على الدوام في وجدان الجماهير بعد رحيله عن المنصب !

 

إن عظمة المناضل والإنسان والقائد السياسي العظيم نيلسون مانديلا لا تكمن في كفاحه الطويل من أجل حرية شعبه فحسب، بل في تخليه عن منصب رئاسة الدولة في وقت كان فيه الرجل ليس محل خلاف بين إثنين في جنوب أفريقيا حتى من البيض، لكنه كان يعلم بحكمته انه لو أستمر في الرئاسة لأكثر من دورة إنتخابية لربما فقد نصف محبيه ونصف تاريخة الذي صنعه من خلف القضبان في سبيل الحرية، كما أن عظمة المفكر والسياسي اليمني عبدالفتاح إسماعيل تكمن في تقديم إستقالته من رئاسة الحزب والدوله بناءً على رساله مستعجلة قدمة من أعضاء المكتب السياسي في الوقت الذي كانت فيه جل قيادة الحزب والدولة وحتى الجيش في صفه، وأكثر من ذلك احترام للمسؤولية نجد كاتب يحترم قلمه مثل محمد حسنين هيكل قد أعلن الاعتزال والتوقف عن الكتابة في عام 2003م لانه رأى حسب قوله إنه من اللازم أن يتوقف هنأ، مع أن التوقف عن الكتابة مسألة فيها نظر.

 

العظماء دائمًا لا يشيخون على الكراسي ولا يقبلون على أنفسهم ذلك احتراماً لفكرة القيادة ولكونهم يدركون في نفس الوقت أن القيادة عطاء متجدد وإن أسوأ ما فيها أن يظل القائد واقفاً على الكرسي إلى الزمن الذي يكون فيه غير قادر على العطاء أكثر مما أعطاه سابقآ، وإن حدث ذلك فإن فكرة القيادة تصاب بالعجز والسلطة بالخرف، وأكثر من هذا وذاك تمل الجماهير قائدها وتضيق ذراعاً به، يومها تقدم على حرقه في ذاكرتها غير آبه في ماضيه ولو كان مشرقاً، والعظماء على أختلاف مشاربهم لا يقبلون على أنفسهم ذلك، حتى لا يمس تاريخهم النضالي بسوء ولا يائمون الناس وقد أصبحوا  لهم كارهون أو نااااقدون، سواء كانوا في قيادة الحزب أو الدولة.

 

لست أدري يارفاق عن ماذا أتحدث هنأ، لكن هناك شعور متدفق في داخلي يدفعني لقول ذلك، ربما لأني من شُغااااف نلسون مانديلا ومن محبي عبدالله الفتاح ومن القراء النهمين لمحمد حسنين هيكل فقط لا غييير .

 

* من صفحة الكاتب على الفيس بوك

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس