أحزاب شائخة غير قادرة على توحيد مواقفها
الجمعه 01 مايو 2020 - الساعة 03:18 صباحاً
الفت الدبعي
مقالات للكاتب
بيان الحزب الاشتراكي والحزب الناصري تجاه اعلان المجلس الانتقالي الإدارة الذاتية للجنوب كان افضل إلى حد ما من بيان التحالف الوطني السياسي الممثل لبقية الأحزاب في تعاطيه مع المشهد .
حيث ذهب بيان التحالف إلى التركيز على الادانة فقط لما حدث وضرورة التراجع عن إعلان المجلس و التسريع بتنفيذ اتفاق الرياض والوقوف إلى جانب الشرعية و الشقيقة السعودية .
بينما بيان الاشتراكي حاول أن يبتعد عن الادانة والتركيز على ايضاح كيف سيؤدي هذا الاعلان لعملية احتراب أهلية وخطورة ذلك على الشرعية ومعالجة اثار حرب ٩٤م وأهمية التراجع عن هذا القرار وضرورة ضبط النفس للحكومة الشرعية
أما بيان الحزب الناصري كان الوحيد الذي إلى جانب ادانته ورفضه لما حدث إلا أنه قدم مجموعة مطالب تساعد على إنتاج حلول للمشهد سواء عبر المطالبة بالتسريع بتنفيذ المصفوفة الموقعة من اللجنة المشتركة الخاصة بتنفيذ اتفاق الرياض وخاصة التوافق على تعين محافظ ومدير أمن واعطاءها الصلاحيات لاعادة بناء الأجهزة المحلية والمطالبة بإشراك أحزاب التحالف في لجان المتابعة والإشراف على تنفيذ المصفوفة المعنية بتنفيذ الاتفاق في الواقع وتخويل لجنة المتابعة مكاشفة الرأي العام بالطرف المعيق والشروع باجراء المشاورات مع المجلس الانتقالي لتشكيل الحكومة المصغرة وتمكينها من ممارستها صلاحياتها وفق الدستور وقانون مجلس الوزراء وعدم التدخل في صلاحياتها واتخاذ خطوات سريعة لسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من الجماعات والمليشيات المسلحة في المحافظات المحررة وغيرها من المطالب .
كان ينبغي على التحالف السياسي الوطني الا يكتفي بعملية الإدانة فقط خاصة أنه من المعروف أن هناك لجنة مشكلة من التحالف السياسي الوطني لمتابعة تنفيذ اتفاق الرياض وبالتالي يفترض أن هناك استيعاب لنقاط الخلاف التي توجد بين طرفي الاتفاق وطبيعة التوترات المتطورة وسياق تنفيذ الاتفاق عمليا والمعيقات التي تقف أمام تنفيذه لذا كان الأهم أن يذهب بيان التحالف الوطني إلى اقتراح مصفوفة حلول تساهم في التقليل من الذهاب الى مزيد من التصعيدات والتمردات واحتواء النزاعات وليس فقط مجرد الاكتفاء بالادانة والاشادة
للاسف أنها أحزاب شائخة غير قادرة على أن تكون مواقفها موحدة تجاه المشهد بما يخفف من شدة التوترات فيه بل تذهب عبر عدم توحيد مواقفها في بيان واحد إلى مزيد من التشظي والتباين الذي لا يساهم باحداث تغيير أكثر فاعلية على مستوى الواقع .
# من صفحة الكاتب على الفيسبوك