سواطير مُحسن
الاربعاء 08 يوليو 2020 - الساعة 10:05 مساءً
عبدالحليم صبر
مقالات للكاتب
في ما نقوله أو فيما نرفض، ليس دفاعاً عن اللواء 35 مدرع، أو عن طارق، فهم ــ أي اللواء 35 وقوات طارق ــ معهم البندقية والصاروخ والمدفع، قادرون على الدفاع عن أنفسهم من مليشيا الإخوان بالطريقة التي تجعلهم أحراراً أو ستجعهلم عبيداً، إنما نحن ندافع عن الإنسان الذي ضاقت عليه 550 ألف كم، ولجأ إلى الحجرية كجغرافيا بعيداً عن صلف الانقلابيين، وكأرض ممزوجة بالسنبلة والسلام.
يجهل البعض هذه الجغرافيا، ومن يجهل الجغرافيا إما له مشروع خارجي يحاول فرضه مهما كانت العواقف أو عدواني إرهابي يسعى فقط لتدمير وقتل النفس التي حرمها الله، وكلا المشروعين بحاجة لمجابهة ودفاع من الناس والمجتمع حتى لا يتحولوا إلى ضحايا.
أول مشروع مقاومة للحوثيين في عام 2014م بدأ في مدينة التربة بعد ما خرج قائد اللواء 35 مدرع السابق معجير في محاول لبسط وجوده كقوة عسكرية على الميدان على بوابة الجنوب، حتى بدأت الناس في رفض ورفض تواجدهم في المنطقة ورفض عسكرتها مهما كانت الأسباب.
الآن، وبعد مرور 5 سنوات عجاف وقتل ودماء وتهجير مر به المواطن اليمني، يعاود مشروع الإخوان بحلة 2020 الجديدة، غزو الجنوب من بوابة الحجرية بعد ما فشل المشروع الإمامي.
إخوان تعز في الأخير هم سواطير محسن ــ اي قطيع ــ، يعيشون في نصوص "حي على الجهاد" وفي مغارات "مثنى وثلاثة ورباع"، لا يمكن أن يكونوا أناسا مواطنين مسالمين مؤمنين بالتعايش مهما صُبغوا بالآدامية، وما فيش عندهم مشكلة في قتل كل أبناء تعز من أجل أن يعش علي محسن أو اليدومي.
نصف قوات طارق من تعز، التحقوا به منذ أن بدأ بتشكيل "المقاومة الوطنية"، بعد ما ايقنوا انه لا مكان يتسع لبندقيتهم الوطنية، إلا في الساحل. و90% من قوات اللواء 35 مدرع من تعز، وكل المخا والحجرية هي جذور تعز. طيب ايش الهدف من هذه الحرب العبثية التي يريدها ويديرها الإخوان؟ قالك نحررها من طارق!
من يتذكر حرب الشيشان مع الروس، سيعرف هذه الجماعة جيدا، في عام 1999 بعد الحرب الشيشانية الأولى التي انتخب "أصلان مسخادوف" رئيساً للبلاد، ولكونه لم يكن إلا رئيساً منتخباً من الشعب، عملت الجماعات الاسلامية على السيطرة على كل البلاد، ككيان إرهابي مواز للحكومة حتى تسببت في إشعال الحرب مع الروس مرة أخرى، إلى أن وصل بوتن لسدة الحكم في روسيا مايو 2000م بعد استقالة الرئيس بوريس يلتسن.. حين رد على الصحفيين معلقا على حرب الشيشان بتصريحه الشهير "من يرد ان نقطع اعضاءه التناسلية من الاسلاميين ومن يدافع عنهم فليأت إلى مسكو" حتى تمكن من حسم المعركة عندما اقدم بالتخلص من القيادي الجهادي خطاب الذي كان قد لجأ إلى قطر واغتيل هناك عام 2002م والقيادة الشهير شامل باسييف الذي قتل عام 2005 وهو يقود الجماعات الشيشانية المتمردة.
الجماعات الجهادية معقدة لدرجة أن الحياة مجرد سجدة أمام أقدام السيد أو ركعة رضا في محارب محسن أو تسبيحة أمام الصراف الإسلامي.
ولكون تجارب كثيرة أمامنا، ابتداء من الاتفاق مع علي صالح والانقلاب عليه، والتحالف مع المشترك والانقلاب عليه، والتحالف مع شباب فبراير والانقلاب عليهم والتحالف مع المقاومة والتحالف العربي والانقلاب عليهم.. واليوم علينا ألا نثق بهم مهما قالوا، مهما وقعوا من اتفاقيات، مهما طرحوا الوعود. فهم على أية حال منتظرون أمر اجتياح الحجرية وبعدها المخا، فلن يتوقفوا عند أي اتفاق أو عند معسكر بيحان أو موقع صبران، وحدها البندقية والمدفع والصاروخ من يكبح سواطيرهم ويعيق مشروعهم.
*نقلا عن نيوز يمن